• أخبار
  • مقال رأي
  • 2018/04/04 10:13

أجمل الفصول

أجمل الفصول

سعد برغل


أجمل الفصول فصل الدين عن الدولة، قولة لن يتمكّن التّاريخ من محوها من ذاكرة التونسيين، أساسا المثقفين منهم، صالح الزغيدي اليساري الذي أرعب اليمين زمان بشقّيه الليبرالي والمتدثّر بالدّين، حبسه زعماء الأوّل قبل أن يتنفّس أبناء البنّا هواء الدولار وقبله هبات الانجليز، وقتله رمزّيا أو يغتالوه قبل موته الطبيعيّ، منذ تناهى إلى سمعهم أنّ المناضل اليساريّ صالح الزغيدي يصارع المرض أظهر المتعّفنون عقدهم كما أظهروها قبل ذلك مع مرض الصّغيّر أولاد أحمد وقبله الشهيد شكري بلعيد ولطفي نقّض، بل وصلت بهم الوضاعة أنّهم تساءلوا بالمنابر إلى أيّ مدى يجوز للتونسيّين التّرحّم على شهدائنا الأمنيين والجيش الوطني.

أجمل الفصول مرور امرأة بهيّة باسمة ضاحكة مجنونة عاقلة صادقة حذرة متهوّرة بآخر العشيّ بآخر الدّرب بآخر العمر تهتف في سرّها أنت أجمل الفصول وأبهاها وتضرب لك موعدا ذات عشيّ قريب بشارع الحبيب بورقيبة ويسرح خيالك مع زقزقة العصافير وامتداد الممرّ المرسوم للعشاق وبائعي الورد والمسرح البلدي وتضحك في سرّك وأنت جالس بالمقهى المقابل، لالا ليس مقهى باريس، بل بالجانب المقابل، طبعا لا مشكل في التسمية، نتجاوز لنحلم بأجمل الفصول، قلت تضرب لك الجموح الفاتنة موعدا بشارع الحبيب بورقيبة الذي أردا طمس هويّته تجّار الدين فنافقوا بدعوى تسمية شارع الثورة، المهمّ إذا امرأة تأتيك بآخر مشوار العمر وتقول لك في سرّها، تهتف في صمتها: هيت لك ما أروعك.

أجمل الفصول بمطمورة روما أن نردم بها عموم مجلس مات منذ أدّى اليمين وحكومة ولدت موؤدة وقصر رئاسي غارق في ظلمة التاريخ ومتاهات التوريث، وأجمله جيل ضائع لا يعرف معنى أن يكون، ينام يوما كامل ويسهر كلّ الليل، إذا لم تتيسّر شوراع المخدرات والسرقة والنهب تيسّرت دور لتعليمه جهاد القتل وتقتيل الآخر باسم المقدّس، أو في أفضل الحالات يقضي ليله أمام شاشة حاسوب أو هاتف يسعى في الليل متعة وإثارة متوهمّا لأنّ الحرف أجمل الفصول.

ملاحظة المحرّر: هذا التقرير هو مقال رأي، يعبّر عن رأي كاتبه وغير ملزم لـ "جوهرة أف أم" ولا تتحمل مسؤولية ما جاء في المقال.  

مشاركة
الرجوع