• أخبار
  • مقال رأي
  • 2017/06/29 09:39

أمن دولة على قارعة الطّريق

أمن دولة على قارعة الطّريق

بقلم سعد برغل

أمن دولة ملقى بالفضائيات نسمعه يوميا لا يعرف للواحد منّا هل يحزن أم يصمت مجاراة لخيانات مؤتمن موصوفة؛ إعلاميّون ورسميّون يقدّمون تقارير عن عدد جنودنا ومواقع تمركزهم، 

خبراء يقدّمون على البلاتوهات أنواع السّلاح المتوفّر وخصائصه، محلّلون يقدّمون خرائط لتمركز وحداتنا والمسافات بين الجبال ومسالكها والمناطق الحضريّة، متفقّهون في الكلام  وتزويقه مستعدّون للتنديد بكل حامل للزّي إذا ما اعتدى لفظا أو ماديّا على زطّال أو مخمور، ويتدافع "المجتمع المجني" لوقفات احتجاجيّة أمام المسرح البلدي وتنزل على رؤوسنا بيانات ثوريّة جدا محذّرة من عودة بن عليّ وممارسات بن عليّ ورجال بن عليّ، أمّا أن تحرق فئة مستعدّة للقتل رجال أمن فالجميع يصبه الخرس ويتحوّل عارفا بأنواع الخضر والمرطبات بمناسبة العيد ولا نعثر على بيان يتيم لحزب يتيم من الأحزاب التي دخل عددها موسوعة قيانس للأرقام القياسيّة، فقد أصبح تجوّل خضّار للتشهير بمفطرين ممارسين لحقّ طييعيّ أمرا مثيرا للاهتمام والبوز الإعلامي والتنديد الحزبي والاستثمار الحزبي أكثر من انتهاك يوميّ للأمن القومي.
أنن قوميّ على قارعة الطّريق بلافتات حلافة ولافتات مدارج كرة القدم ودعوات باسم الدين إلى قتل الأمنيينو لا من يتحرّك، معلومات عن علاقات حزبية مشبوهة بأطراف قطرية وليبية وإماراتية وفرنسية وأمريكيّة ولا من فتح تحقيقا، أمن قومي قتل بلعيد والبراهمي ونقض وجنودا وأمنيين و لا نتيجة إلى ابيوم؛ نيابة لا تتحرّك إلاّ إذا حرّكتها للسياسة، لنا أن نتساءل أين كانت النيابة قبل قرار الشاهد بأسطورة محاربة الفساد، أين النيابة في ملفات التمويلات المشبوهة للجمعيّات، أين النيابة للعمومية مع حركات تسفير الشباب على سوريا، ما الذي دفع أهل السياسة إلى الحذلقة اللغوية، فاعتمدوا مصطلح بؤر التّوتّر عوض سوريا، نحن نعرف أن القول بتسفير الشباب إلى سوريا يحمل في التسمية تهمة للأطراف التركية الليبية ومحاكم الشرع التونسيّة والأحزاب الدينية،  لكنّ مقتضيات التعتيم على أمن الدولة والتّشويش عليه جعل اعتماد تسمية فضافضة جزءا من ضرب الأمن القومي، فمناطق التوتر كثيرة ومنها سيبيريا وفلوريدا وباريس والقطب الشمالي ومثلّث برمودا، وطبعا لا تنتمي ليبيا وسوريا ونيجيريا والبورما إلى تسمية بؤر التّوتّر، وهكذا يتحدّث جهابذة الأمن القومي عن حركة الشباب الصومالي ويغضّون الطرف عن الجماعات المقاتلة بليبيا، ويفتح تحقيقٌ في شاب وقع صدفة بين براثن حركة سلفية ماليزية ولا يلتفت إلى جبهة النصرة ولا إلى القاعدة ولا إلى جند الشّام ولا إلى داعش، فهؤلاء يمثلون الإسلام الثائر الذي وجب تدعيمه فنستضيف منظّريه وفسّاقه ونفتح لهم صالاتنا الرسميّة ومساجدنا وبناتنا لو اقتضى الأمر ولا يلتفت الأمن القومي إلى هؤلاء.

أمن قوميّ على قارعة الطريق بملفات رشوة ولا من سمع، وبقتلى يوميّا بالطرقات والحافلات والقطارات و لا من سمع، وبانتهاك سافر للبنك المركزي ولا من تحرّك، وبقتل تدريجي للمؤسسات العمومية ولا من نبس بحرف،  وباستهتار بالتعليم خاصة التعليم العالي مع وزير لا يرى الوزارة إلا بعين الوصاية والمحافظة على الكرسي؛ أمن قوميّ مع نقابات ظهرت كالجراد لا ضابط لها وحالة من التسيّبب المهني بتزكيّة من الاتحاد، اعتصم، أضرب، أحرق، عطّل الفانة، اقطع الطرق ولا تخشى شيئا فهيبة الدولة في الحضيض ومفهوم الأمن القومي بين جنبات جبة سكروتة طلع بها ثلاثي المرح بجامع الزيتونة المعمور بلا ذرّة حياء من تجوّلهم عرايا الإرادة في مساجد أذن أن يُرفع اسم الله، ولك الله يا تونس الملقاة بين جبايب رؤساء ثلاثة لا خير منهم ولا فيهم.

ملاحظة المحرّر: هذا التقرير هو مقال رأي، يعبّر عن رأي كاتبه وغير ملزم لـ "جوهرة أف أم" ولا تتحمل مسؤولية ما جاء في المقال.
مشاركة
الرجوع