• أخبار
  • مقال رأي
  • 2017/11/29 09:44

أهل الكهف

أهل الكهف

بقلم سعد برغل

كالعادة والله لا تقطع لنا عادة سيسبّني المؤمنون جدّا لأني جمعت الجلاّّد، في رأيهم، بالضحيّة في رأيهم، ولكن الأصل أنّهم يخافون الإقرار بأنّهم تحوّلوا هم أنفسهم تجمّعيّو ما بعد الثورة، والدّلائل على ذلك كثيرة، لكن قبل الدّلائل سأقول منذ الآن: إنّ المصير واحد وهكذا علّمنا التاريخ، فالقاتل يعود دوما إلى مسرح الجريمة والضحيّة يقتدي دوما بالجلاّد وقد يحنّ إليه.حكاية التفجيرات للماجد التي يوهمنا الإعلام العربيّ عموما أنّها جديدة على التّنظيمات الإسلامية المسلّحة ليست جديدة إلا إذا استثنينا الهجمات اليوميّة على مساجد الشيعة من السنة وفصائلها بالعراق وباكستان وافغانستان ومالي، أو أذا استثنينا الهجمات على مساجد السّنة من أتباع الشيعة، حكاية من تاريخ وتاريخ من دم ودم من فصيلة جينية دينيّة واحدة ومن بذرة دينيّة واحدة، هو الإسلام لسياسيّ منذ حادثة سقيفة بني ساعدة وموقعة الجمل وصفّين ودكّ الكعبة بالمنجنيق.

سيقول أحدهم لماذا تتحامل على الإسلام السياسيّ كلما مات مسلم بيد مسلمّ؟ وسيقول آخر أنت اليساري الاستئصاليّ المنبتّ المتغرّب الفرانكفونيّ لا تترك فرصة دون أن تشهر معولك في تاريخ مجيد ناصع أبيض حلو صاف زاهٍ بهيّ مكتمل ممتع عرفت فيه الانسانية انسانيّة، فرسان أتوا من نجد إلى الشمال الافريقيّ وعبروا جبل طارق إلى الضفّة الأخرى، فرسان يرفعون رايات التّوحيد وخلفهم الجمال محمّلة بخيرات أهل البلاد وبالجواري الاسبانيات من ملقة واسفانيا وبلاد الغال، فرسان يرفعون أصواتهم ليلا وفجرا وصباحا وظهرا أن الله أكبر يجرّون وراءهم عبيدا وأسرى فتحوا لهم أسواق النخاسة من نواق الشّط إلى اللاذقيّة وبمصر المحروسة بناء على آيات استرقاق صريحة لا غبار على أحكامها تشرّع للمسلم قتل "المخالف الكافر" وتشرّع للفاتح استعباد النّاس وتشرّع الفاتح امتلاك الجواري وما ملكت الأيمان، تاريخ من الفقه الأظلم نلمس صداه اليوم مترسّبا في أعماق الثقافة الفقهية ويدرسه الصّغار بالمدارس والمعاهد والكلّيات و لا غبار عليه، فهو ثقافة قطع يد السارق بالمناهج الرّسميّة، وهو تعدّد الزّوجات ببعض البلدان الإسلاميّة فتوى الشريعة، و بالأمس القريب نزل فرسان الدولة الإلاميّة على نساء سنجار فباعوهنّ إماء وعبدات، ولهذا لا أفهم اليوم استغراب البعض من ظهور أسواق عبيد بليبيا فجر الإسلام ، سادتي اشتموا ما شئتم ولكن رجاء: أعيدوا قراءة موروثكم ومعتقداتكم وفتاويكم واخرجوا من عباءة الكتب الصّفراء، وبعدها ابتسموا فالحياة جديرة بأن نعيشها رغم أنوفكم وسنعيشها، وبي أمل أنّ الغد لنا وأنّكم ستعودون إلى الكهف الذي به تتستّرون.

مشاركة
الرجوع