• أخبار
  • مقال رأي
  • 2017/11/07 14:42

البقرة النطّاحة

البقرة النطّاحة
بقلم سعد برغل

على أبواب المواسم تعيش العربيّة السعوديّة، تتمعّش من عيد كبير وعيد صغير ورمضان وحجّ وعمرة ، 

وفتح الله عليها فلأضاف إلى مردود الحجّ المهول مبالغ خياليّة من نفط يتدفّق بالصحراء، فنقل أهل البيت وتجار الدين من عرب الصحراء إلى عرب البورصات العالميّة، نقلهم حتى حفظ تاريخ المهازل الكرويّة أن نهائيات كرة القدم باسبانيا شهدت دخول أعرابيّ من نفط الخليج ملعب النهائيّات بجمل يتباهى به وبجذوره الموغلة في الصحراء حتى نسف منّا العقل، وعاملنا أمراء النفط والحرب والإعلام معاملة العبيد، يستدعونك للعمل بالجامعات ويفتكون منك جوازك فأنت رهينة عندهم، وهي ممارسة تجعلك مقيما من الدّرجة الثانية عندهم مقارنة بسيّدهم الانجليزيّ والأمريكيّ والفرنسيّ، ويذكر الزملاء ممّن رمى به الزمن الكلب بإحدى كلّيات بني سعود أنّ غير العربي؛ الأوربي ّوالأمريكيّ، يقبض جراية ضعف ما يقبض أيّ عربيّ.

سيذكر التاريخ وستحفظ كتب المهازل أنّ المسلم الكحيان المزمّر الزّوالي الفقير يستلف ويدّخر سنوات من عمره الكلب ليصبّها لاحقا في حسابات السعوديّين، إكراما" لمن استطاع إليه سبيلا" وإذا أعوزه المال يكتفي بعمرة ويضع مدخرات عمره بحسابات تصبّ بسويسرا وبدول الأمن الجبائيِّ ويعود إلى بلاده آمنا أنّه ضمن مكانا بالجنة لمال صرفه لآل سعود صرفوه بدورهم على الغواني ببارات باريس وفي أفضل الحالات دمّوا سوريّة وشرّدوا اليمنيين وزكّوا القاعدة وحواريها.

ذات البين السعوديّ أتحفنا منذ أسبوع بصراخ ملأ الأماكن المقدسة وشغل الرأي العام المالي؛ سلسلة إيقافات بسرعة البرق لأمراء باسم محاربة الفساد، فساد لا نعرف له عنوانا ولا مثيلا، رجال مال وأعمال وإعلام وحكّام ووزراء، لا يفهم الواحد أيّ منقذ سعوديّ في ليلة انتبه إلى الفساد وملفات الفساد فأمر بالإيقاف، بلدان قضت سنوات ضوئية من أجل تكوين ملف لشبهة فساد في موظف حكوميّ في أوّل السلّم وبراكات النفط وإيرادات الحجّ مكّنت القائمين من أولى الأمر السعوديّ من كمّ الإيقافات. هذي حالنا منذ أصبحنا عرب نفط وعرب حجّ، مالنا لتقتيل الإخوة ومالنا لتمويل الانقلابات على الإخوة ومالنا لتصفية حسابات آل سعود مع الإسلام الشيعيّ فندكّ حصون الحوثيين ونلاحق حزب الله بسورية ونطلق في أعقابه بلبنان.

جميل ما كنت أسمع من سنوات عن الأتراك الذين يندّدون بالتدخل الإيراني في الشأن السوري من داخل التراب السّوري ونسمع اليوم السعودييّن أو ما تبقى منهم يندّد بالتدخّل الإيرانيّ بسورية وبالتدخل الإيرانيّ باليمن وآخرها يطلبون محاربة إيران بلبنان مطالبين الأمم المتّحدة بإجبار إيران على احترام القرار اللبناني في الوقت الذي " تسمح فيه" لسعد الحريري بمهاتفة رئيس جمهوريّته من داخل التراب السعوديّ وليرسل طاقمه تسجيلا مصوّرا يعلم فيه الشعب اللبناني باستقالته...هي أمور عرب لا يفهمها غير العرب للمتمرّغين في مال النفط ورجم الشيطان.

ملاحظة المحرّر: هذا التقرير هو مقال رأي، يعبّر عن رأي كاتبه وغير ملزم لـ "جوهرة أف أم" ولا تتحمل مسؤولية ما جاء في المقال.

مشاركة
الرجوع