• أخبار
  • مقال رأي
  • 2017/10/12 09:45

الكاذب زيد شوي

الكاذب زيد شوي

بقلم سعد برغل

تأتيك الصّدمة أحيانا من حيث لا تتوقّع وقد تكون لسبب تراه أنت تافها إلى درجة أنّك قد تعتذر عنه آلاف المرات بلا داع إلى التوقّف كثيرا عنده فتفاصيل للحياة كثيرة ومملّة والطريق مايزال للبعض طويلا وقد تقول بئس للسياسة وبئس الثقافة وبئس الجامعة إذ تعترضني  بطريقي يوميّا آلاف الأدمغة المحنّطة التي لا تعرف معنى رحابة الصّدر ورحابة الدّنيا ولا تدرك أنّ الموت اليوم أو غدا هو قَدرنا الوحيد منذ آلاف السنين.

أسبوع حافل بالمتعة هذا على الأقلّ ما فهمت من خلال متابعاتي، متابعة التلفزات ومتابعة المواقع الاجتماعيّة ومتابعة المقاهي، متعة لا يعرفها إلا التونسيّ إلا في ثلاث مناسبات؛ إمّا مع الموت المفاجئ لنعرف مقدار الرداءة والحقد الأعمى والشماتة في ميّت وتصفية الحسابات الحزبيّة والمذهبيّة بالتسوّل بجثّة ميّت فقط لأنّه مخالف سياسيّ حتى يصيح أحد المرضى نيابة عن الله أنّ الملائكة تسائل الميّت هذه  اللحظة ماذا فعلت بأموال الشّعب، متديّنون حدّ القرف، مرتّلو آيات بيّنات لا يتورّعون عن النبش في الموتى بعد أن قتلوا الأحياء منّا، لم يسلم من همّهم وقرفهم وتخلفهم ميّت ولا حيّ، متعة قتل نقض وتبريرها ومتعة إطلاق سراح قتلته ومتعة التشفيّ في موت مفاجئ للمرحوم سليم شاكر وبنفس المناسبة بدؤوا نهش هدى نقض زوجة الرّاحل المقتول، وزّعوا الرّحمة وأسندوا صفة الشّهيد لمن أحبّوا ونزعوها عمّن أحبّوا.

متعة يجدها التّونسيّ فيُتفّه كلّ سياسيّ وعندما لا يجد من يضعه تحت نيران شماتته يطلق لسانه بأقذع النعوت في حقّ نخبته، بالأمس  القريب كان السيّد خالد شوكات محترف السياحة السياسية والمتنقّل في المركاتو الحزبيّ يلهث وراء حرائر تونس لتعرفن به" حداثيّا" واليوم يعود إلى أصله، والعودة إلى الأصل فضيلة عند كلّ صاحب ذيل نجده يحرّض على الحرائر التي لولا نضالهن لما كان لهذا السيّد وجود سياسيّ بحزب نداء تونس، سيدتان قد تخطئان ولكنّهما لا ترحمان ندائيّا منغمسا ولا نهضاويّا مندسّا بالنداء وكما يقول المثل التونسيّ" الكاذب زيد شوي واسْئْلُو" كذلك النهضاوي اصبر عليه سيُكفّرك وسيتدثّر بالضرورة بعباءة الدين ليقول قولا مججناه وكرهناه وتقيّأناه ونفرنا منه وكفرنا به، واكتفينا من أكذوبة" ازدراء الأديان" و" الاعتداء على المقدسات" و"الإسلام في خطر" و لا أفهم هذا النّداء البائس بؤس شوكات، يكفّر سعيدة قرّاش ويواصل تهجّمه على رجاء بن سلامة ويسخر من شهاداتها ولا غرابة فهو ينتمي إلى فصيلة أصحاب الذيول المتذيّلين، لما كانت" رجاء" تكتب وتفكّر كان هو يبحث عن المعجزات الندائية، عقل لا يعرف ولا يعترف إلا بالخوارق والنوازل والأسطوريّ والهلاميّ والمفارق، عقل لن يفهم تونسيّة رجاء بن سلامة ولا سماحة عقل سعيدة قرّاش.

لست هنا لأدافع عن حراير تونس فهنّ أمضى من سيف عليّ وأكثر قدرة منّي على " تسقيم ذيل الكلب" لكن ما يهمّني هو الوضع النفسيّ لهذا الشعب المحبط، يتسابب الكبّ ويتكاذب الكلّ ويتصالح الكلّ في وجه الكلّ ويسرق الكلّ الكلّ، و لا يهمّ أيّ مركب يركبون، نهضاويّ على يسارية على ليبراليّة على اشتراكية على شيوعية على نقابيّة، غريب نهضاويّ نقابي متنكّر لتاريخطويل عريض من فتاوى تحريم العمل النقابيّ، يساريّ مدافع عن حزب ليبراليّ، شيوعيّ يحلّل مخاطر الميزانيّة بالحرقوس والجنّة القابسيّة، وفضيحة خالتي مبروكة وقفّة الزّوالي، سياسيّ متمترس أمام كاميرا قناته يسبّ العباد والطّير ببلاده ويلعن ضفادع القصرين وجرذان جرجيس وعصافير باب بحر، ورئيس سابق يشهد على تعاسته وعلى تعاسة أيّامه بقناة أجنبيّة ويتقاضى أكثر من ثلاثين ألف دينار ويحرّض الزّوالي على الثورة.

ملاحظة المحرّر: هذا التقرير هو مقال رأي، يعبّر عن رأي كاتبه وغير ملزم لـ "جوهرة أف أم" ولا تتحمل مسؤولية ما جاء في المقال.
مشاركة
الرجوع