خبراء وجامعيون يدعون إلى تدريس مادة التربية على وسائل الإعلام بالمؤسسات التربوية

دعا عدد من الخبراء والجامعيين في مجال الإعلام، اليوم الخميس، إلى ضرورة تدريس مادة التربية على وسائل الإعلام بالمؤسسات التربوية من أجل وقاية الناشئة من المضامين الإعلامية الضارة، وذلك خلال يوم دراسي حول التربية على وسائل الإعلام: "الميديا في مسارات التجديد البيداغوجي" التأم بالعاصمة ببادرة من المرصد الوطني للصحفيين التونسيين ووزارة التربية.

وشدد الجامعي والمستشار لدى المرصد الوطني للصحفيين التونسيين محمد لمين عواصة، في مداخلة بعنوان "التطور في المجال الإعلامي والاتصالي وانعكاساته"، على أن تدريس مادة التربية على وسائل الإعلام أصبح أمرا مستعجلا وحتميا، لتحصين الناشئة ضد، ما وصفه بالسيل "الكارثي" للمضامين الإعلامية التي تمرر رسائل محبطة تدفع متلقيها، في أحيان عدة، إلى الإقدام على الانتحار أو الانتماء إلى الشبكات الإرهابية . 
ولفتت رئيسة المرصد الوطني للصحفيين التونسيين وهيبة عقوبي، في تصريح لـ "وات" إلى أن تدريس مادة التربية على وسائل الإعلام بالمؤسسات التربوية من شأنه أن يحد من نسبة البطالة في صفوف خرجي معهد الصحافة وعلوم الأخبار، مفيدة أن التوصيات التي ستنبثق عن هذا اليوم الدراسي سيتم رفعها إلى وزارة التربية من أجل حثها على تبني هذا المشروع.
وأفاد رئيس ديوان وزير التربية محمد علي الوسلاتي، في تصريح اعلامي، أن تدريس مادة التربية على وسائل الإعلام من شأنه أن يساعد التلاميذ على حسن انتقاء البرامج التي يستهلكونها وعلى حمايتهم من آثارها السلبية ،مشددا على ضرورة أن يتم إخضاع مدرسي هذه المادة إلى تكوين دقيق ومعمق، قبل الشروع في تنفيذ هذا البرنامج. وبين أن إطلاق راديو "واب" تحت اسم "التنوير" ، تابع لوزارة التربية، يوم 17 أفريل الجاري، من شأنه أن يلعب دورا كبيرا في توجيه التلاميذ إلى استهلاك مضامين إعلامية "بناءة"، حيث يتم تأمين حصص تربوية مختلفة تعمل على تهذيب ذوق التلاميذ في جميع المجالات ، معربا عن أمله في أن يقع دعم هذه المحطة من خلال تطويرها وبعث محطات إذاعية تربوية أخرى.
ومن جهته أفاد المكلف بالدراسات والبرمجة بالمرصد الوطني للصحفيين التونسيين صابر فريحة، في مداخلة بعنوان " التربية على الميديا المسوغات والتحديات" أن الهدف من التربية على وسائل الإعلام جعل المتلقي قادرا على القيام بتحليل نقدي للمحتويات الإعلامية التي يتلقاها وعلى بناء مواقف إزاء شتى الرسائل ، فيتحول من مجرد مستهلك للرسائل الإعلامية إلى ناقد لها وواع بطبيعتها.
و أكد أن التربية على وسائل الإعلام من شأنها أن ترتقي بجودة التعليم في تونس وذلك عبر دعم القدرات التقبلية والاستيعاب والفهم لدى المتعلم والقرب من ميولاته، من جهة وحمايته، من تأثيرات تقنيات الإبهار المعتمدة بوسائل الإعلام ، من جهة أخرى.