• أخبار
  • مقال رأي
  • 2017/06/13 09:18

داحس وترامب

داحس وترامب

بقلم سعد برغل


تساءل المختار الخلفاوي  منذ مدة " هل غادرنا السقيفة؟". ولعلّنا اليوم مجبرون أمام  تسارع الأحداث في العالم الإسلاميّ على التساؤل " هل نحن في فصول جديدة من داحس والغبراء"،

 داحس بنكهة دربي بين رأسي الأفعى الخليجيّة؟ طبعا لا فائدة من الحديث  عن ناقة البترول التي بسببها اندلعت الأزمة الخليجيّة اليوم، عرب الناقة قبل خمسة عشر قرنا أصبحوا عرب بترول بعقليّة داحس والغبراء.

قَطرُ ملهمة السيد الرئيس المؤقت الذي فاجأنا بموقف أقول من باب احترامي لنفسي إنّه منطق الانتهازيّة العفن المتعفنة الذي ينضح رائحة الغاز القطريّ والبترول القطريّ والجزيرة القطرية وآخر اهتمامات ذاك الذي باع الحقوق برزمة أوراق خضراء شعب الخضراء الذي مكّنه من جراية شهرية لم يحلم بها، حقوقيّ وجد كلّ العذر لمالك البيت القطريّ في نسف الديمقراطية بقطر ورآى فيه مزايا العصر الديمقراطي، بلد يمنع مواطنيه من أبسط حقوق المواطنة ويستغبي رئيسنا الحقوقيّ الشعب في تدوينة باحثا عن العذر لواهبي البترودولار ولا يفوته طبعا وهو الحقوقيّ أن يطالب الحكومة التونسيّة بفكّ الحصار عن قطر. عقل يعرج ومنطق يعرج ورأي يعرج، لكنّ هذا الزمن العربيّ السرياليّ يمهل ولا يهمل، بالأمس هرعت يا المرزوقي مع زمرة الشرّ إلى مؤتمر " أصدقاء سوريا "  بتمويل قطريّ واليوم نحتاج إلى عقد مؤتمر " أصدقاء قطر" ستجد نفسك مع نعجتين وحقوقيين وغلامين تجلسون برئاسة أحد عرّابي الصهيونية العالمية تتباكون ثكالى قطر وأطفال قطر وأرامل قطر ورجال قطر وتراب قطر وهواء قطر وستزكم أنوفكم رائحة الغاز وسيمتد تحت كراسيكم أنبوب الغاز فتنتفخ أوداجكم ولا تقدرون على الجلوس.

السعوديّة حاملة لواء العمالة التاريخية وبيع مقدرات البترول واستغباء الشعوب الإسلامية، استثمرت في بيع المقدس من حجّ وعمرة وماء زمزم، مقدّس تفنى آلاف المسلمين في تحصيل أثمانه وتسلّمها طواعيّة  للباحثين عن تسديد الجزية لأسيادهم الانجليز بالأمس الأمريكيّين اليوم، دولار على أورو، أموال مكدسة تصبّ في للخزينة الأمريكيّة ويحيا النّفط، يحيا تقاتل الأوس والخزرج، عبيد السيف بالأمس والإبل، عبيد الراجمات والقاذفات والمدرعات والطائرات بلا طيّار تقتل اليمن السعيد، وتقصف أبناء اليمن السعيد،   اتفق الأوس والخزرج على طرد سوريا من جامعة الدول العربيّة، واليوم ما أنتما فالتان؟ سيطرد العرب قطر من جامعتهم ؟ أم ستدفع قطر أكثر ليطرد الغرب السعوديّة، السعودية هذه دفعت جزيتها إلى ترامب، ودفعتها الإمارات، وتقول أفواه السوء إنّ قَطر يُماطل في دفع الجزية إلى ترامب.

ترامب ذئب أمريكيّ بمواصفات عالميّة، ذئب توّعّد الخليجيين عموما بالويل والتّدمير في حال نجح في الانتخابات، فخافت نعاج نجد وسارعت بمال حلال إلى تعزيز حملة هيلاري كلينتون، ونجح الذّئب ترامب وارتعدت أرجل النوق بنجد ورأوا في مستقبل الأيام بعضهم مشنوقا يوم عيد كصدام حسين والبعض الآخر مقتولا ذليلا كمعمر القذّافي وبعضهم ممّن خفّت ذنوبه فرح لأنه رآى نفسه كما شاهد بالتلفاز حسني مبارك وراء القضبان مسجى بسريره ميّتا بلا موت، هرعوا بعد نجاح ترامب إلى إقامة دائمة أو تكاد في المراحيض و"جرات كروشهم"، فقد توعّدهم الذئب بهدم خيماتهم على رؤوسهم، فسارعوا إلى عقد الصفقة التي انتظرها الذّئب عملا بما يعرف العرب " ادفع تسلم". دفعوا ثمن حمايتهم لسادتهم حتى لا تدكّ شعوبهم كراسيهم، وتنطّعت قطر، فوجب تأديبها، فعقد الذّئب اتفاقا سريعا،  حاصروا قَطر برّا وبحرا، حتى إذا دفعت الجزية أطلقوا سراحها.


ملاحظة المحرّر: هذا التقرير هو مقال رأي، يعبّر عن رأي كاتبه وغير ملزم لـ "جوهرة أف أم" ولا تتحمل مسؤولية ما جاء في المقال.

مشاركة
الرجوع