• أخبار
  • مقال رأي
  • 2017/12/19 12:22

دوْحي يا امباركة

دوْحي يا امباركة

 بقلم سعد برغل


المفروض أنّني سأبتهج بداية من هذا الأسبوع لأنّنا قد عرفنا منذ زمن يوسف أنّ السبع العجاف قد ولّت وأنّ البقرة الحلوب كما قال الشيخ إمام في طريقها إلى تونس،

تونس البلد الذي دشّن ربيعا عربيّا انقلب بسحر ساخر ربيعا عبريّاك دمّر ليبيا واليمن وسورية وعصف بلبنان وقتل مئات الآلاف وهجّر ملايين كان من المفروض أن يزحفوا صوب الأقصى، الأقصى يا سادتي الذي فشل فيه حكّامكم مئات المرات ولم يفلحوا حتى في استصدار موقف من مجلس الأمن يفرض الإبقاء حال القدس على ما هو عليه، لم يتجرؤوا في بيانهم على ذكر المعروف المعلوم المنتشر خانتهم شجاعتهم فلم يطلبوا في مشروع القرار أن يتراجع ترامب عن قراره، تبوّلوا في سراويلهم بمجرّد ظهر ممثّلة الولايات المتحّدة وصرخ أحد قياديّي فتح بقناة الميادين" إنها عاهرة ولا يمكن أن تكون إلا عاهرة" هذا ما قدروا عليه بمجلس الأمن، فقط وصف امرأة بالعهر، طبيعي، منطقيّ عاديّ مألوف منتظر وغير مستغرب، بل العكس هو المستغرب، أن ينظر إلى المتحدّثة باسم الولايات المتحدة في مجلس الأمن أنّها موظفة ساميّة تدافع عن حق بلادها في فرض موقفها، موقف أهداه قبل زمن حكام الخليج ومصر لترامب وأردوغان صاحب الحظوة الاسرائيليّة ينعق في أتباعه ويبشّرنا بدكّ اسرائيل، ألا تبّت ألسنتكم وقاتلكم الله.

 ثورة وبعد، جملة تصلح عنوانا للنّظر في حالنا وما آلت إليه الأمور، فهذه سياحة حزبية من اليمين إلى اليسار وهذا يسار يتباهى بخيباته وذاك يمين باع الأرض والعرض وهؤلاء تجّار دين باعوا الأصل والفصل وانتفخت أوداجهم وتهدّلت كروشهم حتى أضحوا بلا رقبة، وأولائك حقوقيون عقوقيون أقرب إلى مالكي حوانيت الصّرف بالمدن الحدوديّة، يقدّمون ورقات جاهزة للمناسبات، فالمثليّون من حقهم التعبير، والمنقّبات خطر على الأمن العام، والانتخابات لا فائدة منها أما شعب لا يعرف مصلحته ووزارة الداخليّة وزارة ارهابيّة، وسرّحوا مقاتلي سليمان واكتَتَوْا بنارهم وأسلحتهم، سبع عجاف تتلوها سبع عجاف من تطريز البنك الدوليّ وارتهاننا للدائنين، أضحك ولا يمكنني أن أستمرّ في الكتابة وأنا أتخيل ياسين العيّاري، أي نعم ياسين العياري الذي تحدّى الدولة المدنيّة وبشّر براية العقاب وسخر من الجيش الوطنيّ ومن النواب ومن النظام البرلماني، ياسين ذاك فطنة رئيس الحكومة واهتراء المنظومات الحزبيّة أجده اليوم بقبّة باردو، هزلت وسخر منّا القدر وهرمنا بل تفتّتنا وأضيف، تمزّقنا من أجل هذه اللحظة التاريخية، أبشروا فالدواعش فيم وفينا، أبشروا فالدواعش يزحفون وسيأتون على الأخضر واليابس وعلى يسار الهانة أن يستقيل فهم عار على اليسار.

طبعا سيبحث الثوريّون عن تاريخي، سأقول لهم ملء الصفحة، لست ثوريا مثلكم، وسيبحث المتدثرون بالدين عن جلساتي ليلا ومساء، سأقول لهم في باب الاعتراف المسيحيّ لم أرغب يوما في التّطهّر، وسيقول الوطنيون جدا من رافعي رايات الوطن أني لم أكن يوما من مدرستكم، عقلي لم يستوعب سبعا عجافا وعقلي لم يستوعب رئيسا بستة آلاف صوت دكّ لكم نائبا بثلاث مائة صوت، قليل من الحياء ضروري لتقييم السبع العجاف وكثير من الحياء ضروري للاستعداد لسبع عجاف.

ملاحظة المحرّر: هذا التقرير هو مقال رأي، يعبّر عن رأي كاتبه وغير ملزم لـ "جوهرة أف أم" ولا تتحمل مسؤولية ما جاء في المقال.

مشاركة
الرجوع