• أخبار
  • مقال رأي
  • 2017/11/16 13:21

زبيدة بين لبنان والسعودية

زبيدة بين لبنان والسعودية
بقلم سعد برغل
ما يزال الرأي العام العربي والدولي يبحث عن السرّ وراء إرغام سعد الحريري على الاستقالة وازدادت الأمور غموضا بإقرار ميشال عون أن الحريري وعائلته في حالة اختطاف، ودخلت على الخطّ السياسي النائبة الحريري عمّة سعد وأخت رفيق الحريري المغتال لتصبح الخلطة سعودية لبنانية أمريكيّة فرنسيّة لا نعرف فيها حظّ التدخّل النسويّ ونسبته لكني مقتنع أن وراء الأكمة السعودية امرأة خبرت تقلبات القصر ودسائسه وانقلاباته.

كنت منذ سنوات قد كتبت قولا في  رأي أوّل يجعل من السياسة المعاصرة أداة لتكييف الوقائع التاريخية بما يستجيب و حاجتها إلى تسويق صورتها، وليس الأمر بغريب فإلى الأمس القريب كانت وسيلة بورقيبة قد تربعت على عرش الحكم بتونس تأمر وتنهى وتعزل من تشاء وتٌنصِّب من تشاء، وليس الأمر ببعيد؛ فقد انتصبت ليلى بن علي تخطب في علية القوم ونخب تونس وتطايرت أقوال أنها كانت بصدد تحرير أطروحة في القانون بالوكالة.

وتعرف تونس اليوم حالات من النساء السياسيات ولكني بالقدر الذي احترم فيه مية الجريبي مثلا ، على اختلافي معها و تحسُّري على ذوبانها بين مواقف آل الشابي، رغم غيابها القاهر لاحقا،  فإني أرى فيها المرأة المناضلة التي وقفت في وجه الديكتاتورية وما ولت أذكر نزولها يوم 14 جانفي لشارع الحبيب بورقيبة لحظة كانت بعض من سمعت بهم لاحقا أمام محلات الملابس الجاهزة في انتظار موسم التخفيض الأروبي وكانت الأخريات بشعب وزارة الفلاحة ملحقات إعلاميات. لا يعنيني من أمر الواحدة أنها امرأة، لكن يعنيني وعيها أنها إنسان قادر على قول لا متى أراد بقطع النَّظر عن موقف الذكر الحامي، وهو ما لم يتوفر مطلقا في تجربة دامت أكثر من ثلاث سنوات بالتأسيسي، سمعت عن نواب نهضاويين وقفوا ضدَّ الخط العام للحركة، وتباينت مواقفهم وتضاربت مع مواقف رئيس الكتلة، وسمعت بعضهم جاهر باختلافه عمَّا طلب رئيس الحركة، ولم أسمع و لا مرة نهضاوية انتقدت، حتى على حياء، مواقف النهضاويين الذكور، ولم تتجرأ نهضاوية على التمايز عن أمر رئيس الكتلة، بعضهن لم أسمع أصواتهن ، كأن حضورهن والاكتفاء بالتصويت امتثالا لتعليمات رئيس الكتبة هو أقصى ما يمكنهنَّ تقديمه في عالم السياسة، حتى من تمرَّست بسمتها بالغرب وجرَّبت  تكتيكات التعامل مع الذكور في المنظمات القريبة من الصهيونية قبل تمرين ابنتها على التعامل مع هذه المنظمات لم تكن على شجاعة كبيرة حتى تقول لرجال نهضتها لا، أو تختلف معهم، بل كانت في أحيان كثيرة تتذكَّر بحضور اللوز وشورو أنَّها  امرأة ناقصة عقل ودين وأنه ما صلح حال أمَّة ترأَّستهم امرأة.

صنفان من النساء السياسيات اذن، صنف قاتل  مدبِّر انقلابات متعطش للحكم ولو من وراء الحجاب ، نسوة ذوات دهاء كما  بعائشة زوجة الرسول في عدائها لعليٍّ و شجرة الدر والعصر للمملوكي ، كما زبيدة وعصر هارون الرشيد، كما زليخة وخازن فرعون، كما ملكات انجلترا وهولاندا، مرورا بسوزان مبارك والملكة رانية ملكة الأردن، كما وسيلة بورقيبة وليلى الطرابلسي، كما عائشة ابنة معمَر القذافي،  صنف عرف الحيلة السياسية وتحكم بأهل السياسة من قضاة وعسكر ونُخب، ونسوة وُجدن بأسباب سياسية لكنَّ عقلية المرأة الناقصة عقلا ودينا منعتهن من تِبيان المُكوِّن السياسي فيها فاكتفت نائبات النهضة، مثلا، بالتهريج أحيانا كما سنية في المجلس التأسيسي هداها الله أو بالزعيق كما محرزية أثابها الله أو بالتبسم آناء الليل وأطراف النهار كما الزغلامي بارك الله خطاها، أما بقيَّتهنَّ فبعضهن مدَدْن الرجل حافيات بالتأسيسي وثانية نبّهت الرئيس إلى مزية زواجها ونعمة الليل وثالثة مدَّت يدها بالحنَّاء، ورابعة اعتدت أو كادت على زميل نائب وتجاوزت عورتها ونصف تديُّنها ونصف تعقُّلها، و ورابعة ردَّدت في همسها كلما تكلَّم أخ بالمجلس، كان بالأمس القريب عضو شعبة للتعليم الثانوي بمعهده، ردَّدت" الله أحد، الله أحد، وخويا في الله ما كيفو حد". ويبقى السؤال " شكون قتل بلعيد"؟.

ملاحظة المحرّر: هذا التقرير هو مقال رأي، يعبّر عن رأي كاتبه وغير ملزم لـ "جوهرة أف أم" ولا تتحمل مسؤولية ما جاء في المقال.

مشاركة
الرجوع