• أخبار
  • مقال رأي
  • 2018/02/09 11:23

صلاة الغائب

صلاة الغائب

بقلم سعد برغل

من المفروض أن أتجاوز الطقس التقليدي لصلاة أبدعنا فيها وانتهينا معها إلى مجموعة من التسميات الطقسيّة لظاهرة التعبّد ومنها صلاة الجنازة وصلاة الاستسقاء وصلاة الجنازة وصلاة الجماعة وصلاة الفرديّ، صلوات أخذنا  لها وقتا وكتبنا فيها كثيرا واليوم نبحث لأنفسنا عن صلاة جديدة لا بأس أن نتحدّث فيها.

لنتكاتف ولْنُقم صلاة الغائب على مجموعة آن الوقت أن نفصّل فيها القول، قائمة سياسيّين انتفخت كروشهم حتى أضحوا بلا رقبة، يتابعون الشأن العام بسيارات رباعيّة الدفع ويشربون قهوتهم الصباحيّة في أغلى الضواحي الباريسيّة و يتبجّحون أمام الملأ الأعظم أنّ رصيدهم البنكيّ لا يتجاوز مصروف جيب تلميذ بتونس، أغبياء نحن حتى نُصدّق أنّ من يرتدي نظارات ممهورة من أغلى الماركات  التجاريّة لا يتجاوز رصيده رصيدا لا تستسيغه العين في القراءة فلهؤلاء السياسيين صلاة غائب ضرورية، الموت آخر أسباب الصلاة.

لنتكاتف ولْنُقم صلاة الغائب لمن رقص وهلّل وكبّر وأفتى واجتهد واستلّ حججا بحرية صحراويّة نجديّة حجازيّة ثم اعتمد أرقى تقنيات خداع الصورة فأبدع صورة مفكّر تونسيّ يتناول الخمرة، أسقط عشرات السنين من قراءة القرآن وعشرات السنين من ترجمات القرآن وعشرات السنين من محاضرات عن القرآن ولا يعرف الفرق بين القرآن والمصحف وتوهمّ عقله المريض أنّه أسقط بالحجّة الدّامغة مفكّرا في حجم يوسف الصدّيق فقط لأنّه نشر صورة بالموقع الاجتماعي للمفكر صحبة صحبةِ بحضرة خمر، وكان بالأمس حمّة الهمامي وشكري بلعيد ومحسن مرزوق.

 لنتكاتف ولْنُقم صلاة الغائب على من سافر على صهوة أصواتنا في انتخابات عمدتها" شكون قتل بلعيد" و"خطّان متوازيان"، صلاة ضروريّة لنفتح لتونس مسلكا في الضّوء، فكل المسالك الديبلوماسيّة أفضت إلى نفق للإسلامييّن، وكلّ اللوبيات العالميّة تقف ضدّ كذبة الإسلام الديمقراطيّ، آن الأوان لمن استحلب التونسيّين أن يؤمّهم في صلاة الغائب ترحّما على إسلاميّين  تجار دين مستثمرين في الأخلاق بلا أخلاق، استغنوا على حساب الفقراء وأضحوا أصحاب عمارات وفنادق وأراضي على حساب المال العام ويتصدّرون المشهد داعين إلى التعفّف.

لنتكاتف ولْنُقم صلاة الغائب على كلّ سياسيّينا بمناسبة ذكرى اغتيال شكري بلعيد، شكري سيؤمنا في هذه اللاة ترحمّا على تجار الدين وسفلة القرن الحادي والعشرين.

ملاحظة المحرّر: هذا التقرير هو مقال رأي، يعبّر عن رأي كاتبه وغير ملزم لـ "جوهرة أف أم" ولا تتحمل مسؤولية ما جاء في المقال. 

مشاركة
الرجوع