• أخبار
  • مقال رأي
  • 2018/01/04 11:24

صلوات لرأس السّنة الهجرية

صلوات لرأس السّنة الهجرية

بقلم سعد برغل

 لست ممّن يكتب عادة في المناسبات الدينيّة عموما حتى  أنزلق في متاهة المفاضلة بين " خير أمّة أًخرجت للناس" لأني أعرفها في المقدّسات كلّها، فكل نصّ مرويّ يهوديّا كان أو مسيحيا أو إسميّا صرخ بأعلى حرف من مآذن المسلمين أنّهم خير أمّة أُخرجت للناس ويردّ عليه اليهوديّ أنّنا خير أمّة، والخيرة عن ربّي كما تقول أمّي.

الخيرة عند ربّي أمام أقوام تمنعهم منطلقاتهم العقائديّة من التسامح بقطع النّظر عن كلّ النوايا الحسنة، تقتيل يجرّ دما، ودم يجرّ تقتيلا، وفتاوى فضائيات قاتلة تشتهي الدّم تماما كما الكلاب البريّة تنهش لحم أخيها ميّتا، يتباهى البوليس بقتل المتظاهرين بإيران ويتباهى السنّة بقتل الشيعة باليمن ويتباهى الشيعة بتفجيرات قندهار، ويتباهى "مسلم" بقتل "صليبي" ويتباهى إسرائيليّ بقتل فلسطينيّ، تقاتل على الهويّات الدينيّة القاتلة، تنضاف إليه خير أمّة قتلت أمما وشرّدت أمما، أفقرت أمما ودثرت أمما فاستوى في الخير المسلم واليهوديّ والمسيحيّ.

على بوّابة السنة الجديدة، آمال ترتطم على جدران المنفى، على ملح أزرق ممتدّ من الشّرق إلى الغرب وتتهاوى آمال شعوب كأعجاز نخل هاويّة، جميلة حكاية لا شرقيّة ولا غربيّة ولا يعنينا من أمر الزيت والزيتون سوى الضحك على ذقون من آمن بأنّ الخير وخير أمّة يمكن أن يُبشّر بها من أطلق إنذارات الفتاوى الصفراء بكتب صفراء بفضائيات تُسوّق للقتل الأصفر بمستندات القرن الرابع لأمّة لا تعرف من صلاتها سوى صلاة غائب على مقابر جماعية بتزكيّة من آمن أنّ من حقّ سدنة الكعبة صبّ حمم من نار على رؤوس اليمنيّين حتى إذا هلّ عام جديد تدافعوا تماما كما الدّيكة للفوز بالإوّزّة، وفتحت لهم الآمال عريضة أمام عدسات الكاميرا لمصافحة ترامب ولإمضاء المبالغ المتخلّدة بذمّتهم من أجل رفاهة الأمريكيين، ويأتي على السعوديين عام جديد يدفعون فيه  القيمة المضافة التي لم يقرؤوها في الصيرفة والإسلاميّة ونبقى عربا صفرا على اليمين وأصفارا على اليسار حتى يُقيّض لنا الله مخرجا من جهنّم المتديّنين المتدثّرين بأستار الفتاوى الصفراء.

على بوابة  السنة الجديدة، تكون الأحلام وِسع الكون وملء السماء، شعب قاتل مقتول، وحكام مأجورون خالدون بكراسيهم، رجال دين متعمّمون بما تيسّر من علم لا يحيط بهم عارف علاّمة، سنة مثقّفين مفعمون بالأمل على إيقاع عالم متسارع من الفوضى التي سخرت منّا فيها السيدة كونداليزا فوسمتها بالفوضى الخلاّقة.

كلّ سنة وأنتم متمتّعون ببهاء الكون في واحة حبّ على بوّابة السنة الجديدة، كلّ سنة وأمانينا حالمة ومستقبلنا زاهر.

ملاحظة المحرّر: هذا التقرير هو مقال رأي، يعبّر عن رأي كاتبه وغير ملزم لـ "جوهرة أف أم" ولا تتحمل مسؤولية ما جاء في المقال.

مشاركة
الرجوع