• أخبار
  • مقال رأي
  • 2017/08/11 10:20

قفطان وكعب عال

قفطان وكعب عال
بقلم سعد برغل

أيظنّ أهل السياسة أنّ التونسيين على اختلاف مستوياتهم الثقافية ووعيهم السياسيّ لا يدركون حجم الخسارة التي تسبّب فيها الإخوان بتونس وبالوطن العربي، خسائر لن تفلح معها الصور الشعبوية المقززة مثل صور المكّي مع السطل في تلميعها، فلن يغتسل الإخوان من أدران السياسة والتدثّر بالدين حتى لو أمضوا بقية أعمارهم داخل آبار مبيدي حشرات، هذا هو التاريخ الذي لا يرحم دعوات السّحل والتكفير وتخوين التونسيين وشراء ذمم التونسيين بأكباش العيد والشوكوطوم. صور سياسي" داهم على جبل بقيدومة" وفي رواية إخوانيّة " داهم على الجبل بسطل".

أيظنّ أهل السياسة أنّ التونسيّ لا يعرف من دعا إلى التسفير ومن رعاه ومن موّله ومن شجّع الناس عليه حتى يطلع علينا أحد الإخوان مادحا بشار الأسد وحتى نقرأ بيان اعتذار من الدايمي عن مواقفهم من سوريا، هم نفس الفصيلة التي أسهمت في تقتيل السوريّين وتدمير المدن السورية واغتصاب ألاف السوريات وتعذيب آلاف السوريين تأتي اليوم تستغبى التونسيين وتتحدّث بلا ذاكرة. إخوان يقتلون ويتلوّنون ويتراجعون ويغيّرون مواقفهم ألف درجة ولا يرون في الأمر بدعة فالسياسة هي فن الكذب طبعا وهؤلاء أبدعوا في التقلبات  السياسيّة منذ نشأتهم الأولى فلا " هم إخوان ولا هم مسلمون"، أمّا ما يُنسب للدّايمي من بيان اعتذار فلا ردّ عليه سوى أحد أمرين؛ إمّا محاكمة شعبية سوريّة، أو حكم تونسيّ بالخَرس بقيّة العمر، فقد أحرجونا في دعواتهم للقتل وأحرجونا بطلب الغفران، وفي كلتا الحالتين لا شفاء لهؤلاء القوم.

أيظن أهل السياسة في تونس أن المواطن مازال يهتمّ بإضراب جوع راضية النصراوي، وهل يهتمّ بالسياسيين المتناحرين ببلاتوهات التلفاز، ألم يحن الوقت ليدرك السياسيون بتونس أن الحرائق قد عمّت البلد وأنّ المواطن المتضرّر من هذه الموجات سيتلفت يوما إليهم  وسيثأر من كلّ الثواني التي أضاعها يحلم بغد أفضل لأبنائه، هذا التونسيّ الذي استغباه رجال السياسة واستهانوا بذكائه وركبوا أحلامه، تحضرني الآن صورة النائب التبيني راكبا بمعية آخر حمارا ناشرا صورته على الفايس بوك مصحوبة بتعليق يقول فيه ما معناه" ليس مهمّا كيف نصل، المهمّ أن نصل"، عنتريات سياسية وصبيانيات سياسية في بلد اكتوت لأمهات بموت أبنائها وأتت النار فيه على الجبال وتكاثرت وتوالت وتوالدت ونحن ننظر النّار آتية باتجاه قلوبنا ونتمتم لا حول ولا قوة إلا بالله، وننسى " لا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

ملاحظة المحرّر: هذا التقرير هو مقال رأي، يعبّر عن رأي كاتبه وغير ملزم لـ "جوهرة أف أم" ولا تتحمل مسؤولية ما جاء في المقال.
مشاركة
الرجوع