بن سلمان يصل تونس اليوم : الزيارة المثيرة للجدل

تستحوذ الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى تونس والمبرمجة اليوم منذ حوالي أسبوع على اهتمامات السياسيين ونشطاء المجتمع المدني في البلاد بين رافض للزيارة ومتحفظ وسط موقف رسمي متمسك بالمحافظة على العلاقات الدبلوماسية مع المملكة.

فقد قوبلت هذه الزيارة بالرفض و عدم الترحيب من قبل التونسيين الذين خرجوا أمس إلى الشارع الرمز بالعاصمة شارع الحبيب بورقيبة منددين بهذه الزيارة و رافعين شعارات رافضة لها .
كما تناقل المنددون دعوات للاحتجاج و انتشرت هاشتاغات لا لتدنيس تونس الثورة و بن منشار يرجع من_المطار و لاأهلا ولا سهلا  والذي لاقى تفاعلا واسعا بين النشطاء.
وندد صحفيون تونسيون بزيارة بن سلمان ، لـ "الاشتباه في علاقته بقضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي" ووضعت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين  صورة كبيرة على جدران واجهة المقر، وسط العاصمة التونسية، يظهر فيها ولي العهد السعودي يمسك بيده منشاراً.
و أكدت  عضو النقابة الوطنية للصحفيين التّونسيين سكينة عبد الصمد  في مؤتمر صحفي أمس إن "تونس الثورة لا يمكنها أن تستقبل قاتلا مثل بن سلمان، أو أن تسمح لنفسها بأن يلمع صورته على حسابها"، وأضافت أن التونسيين سيحتجون على ذلك ولن يبقوا مكتوفي الأيدي.وكانت نقابة الصحافيين التونسيين وجهت رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، أعربت فيها عن استهجانها لزياة بن سلمان إلى تونس، معتبرة ولي العهد السعودي خطرا على الأمن والسلم في المنطقة والعالم، وعدوا حقيقيا لحرية التعبير.
 كما قام محامون برفع دعوى قضائية لمنع بن سلمان من دخول تونس استنادا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، الذي صادقت عليه تونس عام 2011..
وأعرب سياسيون عن رفضهم القاطع لزيارة ولي العهد السعودي ووصفوها بالاستفزازية لبلد مازال يلتمس طريقه نحو الديموقراطية ودعا النائب في البرلمان التونسي، عماد الدايمي، خلال مداخلة له السبت الماضي في الجلسة العامة التي خصصها البرلمان لمناقشة ميزانية الدولة لسنة 2019 دعا فيها إلى التحرك ضد الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي اليوم الثلاثاء، ووضع الدايمي، أمام مقعده في البرلمان، لافتة كتب عليها "لا أهلا ولا سهلا بالقاتل بن سلمان في تونس".
 كما اعتبر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي زيارة محمد بن سلمان إلى تونس مسّا بديمقراطيتهم الناشئة، بل عدّها البعض عارا على المسار الديمقراطي التونسي الذي لا يقبل العودة إلى زمن الظلم والتعدي على الحريات.
و في تعليقها على الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى تونس، اليوم  الثلاثاء، قالت  الناطقة باسم رئاسة الجمهورية سعيدة قراش، في تصريح اعلامي إن زيارة ولي العهد السعودي تأتي في إطار سلسلة من الزيارات التي سيؤديها ل10 دول في سياق مشاركته المرتقبة في قمة مجموعة العشرين بالأرجنتين.
وذكّرت قراش بموقف تونس المستنكر للجريمة البشعة لقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، مؤكدة أن موقف تونس يطالب بكشف الحقيقة ويرفض أي ضغط وابتزاز في هذه القضية.
من جهتها قالت مديرة الديوان الرئاسي، سلمى اللومي أمس خلال حضورها في البرلمان إن الأمر يتعلق بالدولة وليس بأشخاص وكل من يزور تونس مرحّب به"، وفق تعبيرها، و أكدت على العلاقات التاريخية التي تجمع تونس بالمملكة العربية السعودية.
يشار إلى أن ولي العهد السعودي بدأ جولة خارجية استهلها من الإمارات في 23 من الشهر الجاري،وقال بيان للديوان الملكي السعودي إن الجولة تقررت بناء على توجيه من الملك سلمان بن عبد العزيز، دون تحديد الدول المشمولة بالجولة، لكن وكالة الأنباء الألمانية نقلت عن مصدر دبلوماسي في الرياض أن محمد بن سلمان سيزور الإمارات ومصر والبحرين لإجراء محادثات بشأن تطورات الوضع في اليمن وسبل مواجهة الإرهاب وملف إيران ومسار عملية السلام في الشرق الأوسط.
وبالإضافة إلى الدول الثلاث، ينتظر أن يزور ولي العهد السعودي تونس اليوم الثلاثاء، كما تشير أنباء غير رسمية إلى احتمال زيارته لكل من الجزائر وموريتانيا.