• أخبار
  • وطنية
  • 2018/02/12 09:35

أكثر من 80 بالمائة من العسل المعروض للبيع مغشوش

أكثر من 80 بالمائة من العسل المعروض للبيع مغشوش
اظهرت نتائج بحث قامت به مصالح الادارة الجهوية للتجارة ببن عروس وامتد على مدى اكثر من نصف سنة ان 80 بالمائة من المنتجات المراقبة من العسل المروج والمورد في اغلبه غير مطابق للمواصفة التونسية المتعلقة بمادة العسل .
وبحسب ما جاء في تقرير نشرته اليوم وكالة الأنباء الرسمية "وات" اشتمل البحث على معاينات ميدانية وتحاليل مخبرية لمعرفة جودة مايسوق على انه عسل وشمل اهم العلامات التجارية المعروضة سواء بمسالك التوزيع العادية او بالمساحات التجارية الكبرى او على مستوى تجار تفصيل العسل بالجهة.
طرق الغش  
وتشمل طرق الغش المعتمدة في ترويج المنتوج اعتماد المغالطة في وصف طبيعة المادة المعروضة للبيع بدءا بالتسمية حيث يتم التنصيص على بيانات مخالفة لتركيبتها المفترضة فتجد على اغلفة أغلب المعلبات باختلاف احجامها واشكالها ملصقات تؤشر على ان المنتج المعروض عسل في حين انه في الاصل "شبيه العسل" وهي تسمية اخترعها الموردون او الموزعون للتحايل واضفاء صفة على موصوف ليست له اصلا.
اما المغالطة الثانية ، التي تؤدي الى التشكيك في طبيعة المنتج المعروض فترتبط بسعره المتدني مقارنة باسعار العسل لدى مربي ومنتجي عسل النحل حيث يروج العسل الاصلي باسعار تترواح بين الاربعين و المائة وعشرين دينار للكلغ الواحد في حين يصل سعر هذا المروج على انه عسل باسعار بخسة تصل في بعض الاحيان الى مادون العشرة دنانير .
أسعار 
ورصد معد تحقيق "وات" ، في بعض الفضاءات التجارية الكبرى بطاقة لتسعيرة احد انواع هذا العسل الذي يروج على انه "عسل كالتوس" تسوق بسعر 12970 مي للعلبة من وزن نصف كلغ والطريف ان المشتري يتحصل بموجب هذا العرض على العلبة الثالثة مجانا.
ويكفي الراغب في الاطلاع على هذه النوعية من المنتوجات ان يتجول بين اروقة الفضاءات التجارية الكبرى ليكتشف حجم الخداع الذي يتعرض له المستهلك انواع مختلفة الاسماء ترصف في الرفوف وتسوق على انها عسل طبيعي او اصلي.
تجاوزات ومحاضر
تفرض الاجراءات المتبعة من قبل مصالح الجودة، بحسب كاهية مدير الجودة بالادارة الجهوية للتجارة ببن عروس جمال الدين النيفر بعد ملاحظة المنتج والتثبت من تأشير المنتوج ومعرفة مدى احترامه للقوانين والتراتيب الجاري بها العمل مراقبة الفواتير المقدمة من قبل الموزعين وباعة التفصيل للوقوف على اثبات المغالطة في طبيعة المنتوج حسب السعر والتسمية وكذلك التثبت من بطاقة التحاليل ومدى احترام المقاييس الفنية الخاصة به والتي تتعلق بهذا المنتج و بمدى مطابقته للمواصفة التونسية الخاصة بمادة العسل.
وافضت عمليات المراقبة التي قامت مصالح ادارة الجودة بالادارة الجهوية للتجارة ببن عروس بعد الحصول على نتائج التحاليل المخبرية ل6 عينات من العسل المعروض للبيع تم اجراء التحاليل اللازمة عليها في المخبر المركزي للتحاليل والتجارب اثبات الغش في تركيبة العسل المعروض للبيع مما مكنها في مرحلة اولى من حجز 2000 كلغ حجزا فعليا واتمام الاجراءات القانونية بخصوص المحجوز بعد الحصول على اذن من الجهات القضائية المعنية باتلاف العسل المغشوش او بديل العسل وتحرير 10 محاضر بحث ضد اربعة شركات موردة من اجل جنحة المخادعة في تركيبة وطبيعة المنتوج.
كما تمكنت نفس الادارة من في مرحلة ثانية من حجز 3600 علبة في مساحة تجارية كبرى حجزا فعليا واتبعتها في مرحلة لاحقة بحجز 4500 كلغ في مساحة أخري واستصدار اذون من الجهات القضائية باتلافها.
ويبين جدول لتحاليل تم اجراؤها على عدة عينات من هذا المنتوج انه غير مطابق للمواصفة التونسية المتعلقة بمادة العسل حيث لاتتوافق النسب المتحصل عليها لبعض المكونات الاساسية لهذا المنتوج مع مثيلاتها في العسل الطبيعي.
تفاقم الظاهرة 
تفاقم ظاهرة بيع العسل المغشوش وتزايد كمياته في الاسواق والفضاءات التجارية قلص الى حد كبير هامش المنافسة مع العسل المحلي الطبيعي واثر الى حد كبير على قطاع تربية النحل في تونس، يقول وليد نقارة كاتب عام الجامعة الوطنية لمربي النحل التابعة للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري.
فهذا المنتج لاتتجاوز اسعار استيراده من بلدان المنشأ الدولارين للكلغ الواحد في حين تبلغ تكلفة الكلغ الواحد من العسل الاصلي في تونس اكثر من 40 دينار ويصل في بعض الاحيان الى حدود الـ 120 دينارا. 
ورغم جودة العسل التونسي باعتبار خصوصيته المتوسطية والذي قال محدثنا انه يبقى مطلوبا في ذاته لما يمثله من خصائص نوعية لدى عديد الوجهات العالمية فان عجز المنتجين المحليين على تلبية هذه الطلبات يعود اساسا الى نقص الانتاج حيث لايتعدى الانتاج المحلي من العسل الطبيعي سنويا الالف طن يضاف الى ذلك ارتفاع تكلفته وتوزع القطاع في اغلبه على صغار المنتجين حيث يصل عدد مربيي النحل في تونس الى 14 الف مربي .



مشاركة
الرجوع