- أخبار
- اقتصاد
- 2023/04/13 12:56
الشكندالي: طريق تونس إلى مجموعة "البريكس" لن تكون موشحة بالحرير

ولّى تونسيون ممتعضون من تلكّؤ صندوق النقد الدولي في منح البلاد قرضا بقيمة 9ر1 مليار دولار وجوههم نحو المجموعة الاقتصادية "بريكس" على أمل الحصول على التمويلات التي ستجود بها هذه الكتلة لكن عددا من المحلّلين ومن بينهم استاذ الاقتصاد بالجامعة التونسية، رضا الشكندالي، يرون ان "الطريق محدودة ضمن خارطة التمويل الدولية و تحتاج الى تهيئة وتشبيك للمسارات".
طريق "البريكس" ليست بالجديدة ضمن عالم التكتلات الدولية، وتختصر الحروف الأولى للدول المؤسسة وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا، وباتت اقوى اقتصاديا من مجموعة السبع سنة 2023 لكنها تعاني من توزيع جغرافي شديد الاتساع مما يجعل الانضمام لها رهين مزايا وخصوصيات واهمها القدرة على التبادل بالعملات الوطنية بدل الدولار وتوفر موارد هائلة قابلة للتداول.
وقال الشكندالي، إن البلد الذي يريد أن يكون عضوا فاعلا ضمن مجموعة "بريكس" ، لا بد ان تتوفر لديه نسبة نمو عالية بما يجعله يسهم بالفعل في دفع ركائز قوة المجموعة اقتصاديا، ما يعني ان البلدان الضعيفة اقتصاديا على غرار تونس، لا يمكنها أن تلتحق بالمجموعة في أفضل الحالات إلا كبلد ملاحظ.
وأضاف في حوار مع وكالة تونس افريقيا للأنباء "أرى أنّ الجزائر تمتلك، في المقابل، حظوظا أوفر من تونس بما لديها من عوامل قوّة للالتحاق بهذه المجموعة وهو النفط والغاز المطلوب بقوة من الصين والذي يمكن أن يكون سلاحا مهما في ظل الصراع في أوكرانيا. لكن الاتفاق الجزائري الإيطالي حول الغاز الذي تعزز بفعل ازمة الغاز في اوروبا خريف 2023 بعد العقوبات على روسيا ومشاكل امدادات الغاز، قد يكون له مفعول ارتدادي على المفاوضات للانضمام الى "البركيس" على اعتباره اتفاقا خارج المجموعة، وهو امر قد لا يساعد الجزائر في أن تكون طرفا قويا في هذه المجموعة ويمكن أن تكتفي في أقصى احالات بموقع الملاحظ".
وتابع "اما عن تونس، فانني اعتبر ان الوضع مختلف تماما، خاصة وان البلد يمر بصعوبات اقتصادية جمّة، مما يجعل تونس بلدا غير فعّال ضمن نظام مجموعة البريكس. كما ان هذه المجموعة الوليدة غير قادرة خاصة على مستوى نظام الاقتراض على تقديم الكثير لتونس الا اذا كانت لديها رؤية بشان موقع تونس الجيوستراتيجي ضمن الخارطة العالمية للتحالفات العالمية المتنامية خاصة وانها تبقى بالفعل بوابة للاستثمار في افريقيا".
بسطة عن مجموعة "البريكس"
تشكل مجموعة "بريكس" اليوم 42 بالمائة من سكان العالم وتمتلك قوة بشرية قوامها 3.2 مليار شخص وتستحوذ، ايضا، على حوالي 25 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وتمثل الصادرات التونسية نحو مجموعة "البريكس" مبلغا محتشما يقارب 371 مليون دينار من جملة 7ر15614مليون دينار، ما يقارب 4ر2 بالمائة، فقط، أغلبها نحو الهند والتي تستحوذ على حوالي 80 بالمائة.
وتمثل الواردات التونسية من هذه المجموعة ما يقارب 3809 مليون دينار من جملة 9ر19460 مليون دينار مسجلة خلال نفس الفترة، أي حوالي 6ر19 بالمائة أغلبها من الصين، اهم اعضاء مجموعة "البريكس" اقتصاديا وبشريا بنسبة تقارب 2ر52 بالمائة تليها روسيا بحصة 2ر29 بالمائة.
ويحيل تحليل هذه الارقام الى مدى التبعية الاقتصادية الكبيرة لتونس لهذه المجموعة اذ ان العجز التجاري لتونس تجاه مجموعة "البريكس" يمثل تقريبا 4ر89 بالمائة من مجموع العجز التجاري للبلاد التونسية، أي 3438 مليون دينار من جملة 2ر3846 مليون دينار مسجلة خلال الثلاثي الأول من سنة 2023.
وات
الرجوع