• أخبار
  • وطنية
  • 2016/03/13 11:41

الشيخ احميدة العشي : فقدت منزلي بعد أن دنسه الارهابيون ولكن كل شيء يهون من أجل تونس

الشيخ احميدة العشي : فقدت منزلي بعد أن دنسه الارهابيون ولكن كل شيء يهون من أجل تونس
على بعد نحو 300 متر من الثكنة العسكرية بمنطقة جلال من معتمدية بن قردان يقع المنزل، الذي شهد مواجهات كبيرة، يوم الاثنين 7 مارس 2016، بين وحدات أمنية وعسكرية ومجموعات إرهابية تحصنت به فتحول جزء منه إلى ركام وحفرت آثار الطلقات النارية الجزء الآخر، ولم يعد صالحا للاحتماء بسقفه.

جدران منهارة ونوافذ وأبواب متفحمة وأمتعة تحولت إلى رماد وأسقف متصدعة تنذر بانهيار وشيك، تلك هي حالة منزل احميدة العشي وعائلته، التي كانت للحظات قبل ما أسماه "الحرب على بن قردان" تنعم بالراحة والهدوء داخله لكن أصبح اليوم ومن معه (عائلة من 5 أفراد) في حالة لجوء بعد أن استضافته أخته إلى "حين إيجاد حل في قادم الأيام".
انطلقت العملية بهذا المنزل منذ ساعات الصباح الأولى حين تفطنت العائلة إلى حركة غير عادية بالفضاء الخلفي للمنزل، حيث احتمت مجموعة إرهابية مسلحة بالمكان، فلاذ كامل أفراد العائلة بالفرار إلى منزل أحد الأجوار فيما كان الأب يؤدي صلاة الفجر في الجامع واضطر إلى البقاء هناك بسبب انطلاق المواجهات بين عناصر قوات الأمن والجيش الوطنيين والمجموعات الإرهابية.
وبلغت المواجهات أشدها، مع تقدم ساعات الصباح، عند تفطن الوحدات الأمنية والعسكرية إلى هذه المجموعة وطوقت المكان ودامت عمليات تبادل إطلاق النار بضع ساعات لتنتهي بالقضاء على 8 إرهابيين لا تزال آثار دمائهم وبقايا أدباشهم متناثرة بالفضاء الخلفي للمنزل.
وخلفت العملية آثارا نفسيا صعبة لدى أفراد عائلة احميدة العشي وزوجته وابنتاه التلميذة والمتخرجة من الجامعة وابنه، الذي لا يزال يزاول دراسته الجامعية، بعد أن فقدوا كل أغراضهم ودفنوا هناك كل ذكرياتهم فلم يعد للمكان ما يربطهم به ولا حتى التفكير في العود إليه ولو أعيد بناؤه بعد أن "دنسه الإرهابيون".
 وأعاد العم أحميدة أطوار الحادثة وهو يحمد الله على سلامة عائلته غير مستوعب بعد أنهم نجوا بمعجزة وأن القدر شاء أن يجمعهم مجددا ولعل هذا الإحساس ما خفف عنه هول فقدانه للبيت الذي أواه وإياهم لأكثر من أربعين سنة ليغادره مكرها اليوم بسبب عمل إرهابي جبان بعثر حياة العائلة وألقى بها في أحضان المجهول.
وقال العم احميدة "إن تراب تونس غالي وكل شيء يهون من أجله وأن تونس تستحق منا أكثر من ذلك...من أجل الوطن نضحي ونصمت ووطني قبل بطني".
وتحدث احميدة العشي الموظف السابق بالمعتمدية والمتقاعد حاليا، بكل تأثر"الحيطان لا تهم ولو اضطررت لإقامة خيمة أو كوخا استعيد به حياة لطالما استمتعت بها مع عائلتي".

فردوس الزرڨاطي / وات
مشاركة
الرجوع