- أخبار
- دولية
- 2025/08/11 07:43
الصحفي أنس الشريف.. صوت شجاع صدح الحقّ لم تستطع إسرائيل تَقبّله (فيديو)

"هذه وصيّتي، ورسالتي الأخيرة. إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي"، هذا ما قاله الشهيد مراسل قناة الجزيرة في قطاع غزة، أنس الشريف، في وصيّته، التي نُشرت عقب اغتياله مساء أمس الأحد من قبل إسرائيل باستهداف مباشر بصاروخ أصابه وزملائه في خيمتهم، وذلك بعد أكثر من 22 شهراً من تغطيته لحرب الإبادة المستمرة على القطاع.
وعلى مدى نحو عامين من حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، ظل اسم الصحفي الفلسطيني أنس جمال الشريف حاضرا في نشرات الأخبار العالمية ليس فقط بصفته مراسلا ميدانيا لقناة الجزيرة، بل بوصفه أحد الأصوات النادرة التي كسرت الحصار الإعلامي على القطاع ووثقت للعالم مشاهد التجويع والمجازر الإسرائيلية.
لكن هذا الصوت الشجاع الذي كان دائما ما ينطلق من بين الركام، لم يرق لجيش الاحتلال الإسرائيلي ولم يستطع تقبّله، فلطالما شن حملات تحريض على الشريف واتهمه بالانتماء لفصائل مسلحة، الأمر الذي نفاه الصحفي الفلسطيني أكثر من مرة. وبعد إعلان استشهاده، نشرت إدارة حسابه الرسمي على منصة "إكس" وصيته التي كتبها في أفريل الماضي، وقد ودّع فيها العالم برسالة موجعة، وأوصى فيها بعدم نسيان غزة وفلسطين، والاستمرار في مقاومة الاحتلال حتى التحرير.
من هو الشهيد أنس الشريف؟
ولد في 3 ديسمبر 1996 في مخيم جباليا شمالي القطاع، ونشأ وسط بيئة لا تنفصل عن الصراع، حيث عاش طفولته بين أزقة المخيم المكتظة وسقف من الأزمات والحروب المتكررة. تلقى تعليمه في مدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ومدارس وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، ثم التحق عام 2014 بجامعة الأقصى لدراسة الإذاعة والتلفزيون، وتخرج منها عام 2018.
بدأ مسيرته الإعلامية متطوعا في شبكة الشمال الإعلامية، قبل أن ينتقل إلى العمل مراسلا للجزيرة في غزة. تمركز أنس الشريف في مخيم جباليا ومدينة غزة محاطا بالدمار والمجاعة، ونقل للعالم عبر تقاريره مشاهد غير مسبوقة لأطفال يصرخون جوعا في الليل، وأمهات يبحثن في الأنقاض عن لقمة، وخيام مدرسية تحولت إلى مأوى لآلاف النازحين وسط البرد والحشرات والأمراض. لكسر الحصار الإعلامي، كان يتسلق أسطح المنازل والمستشفيات بحثا عن إشارة إنترنت لبث تقاريره. وصف في أحد تقاريره الوضع بقوله إن "أكثر ما يؤلم هنا ليس القصف وحده، بل أن ترى طفلا ينام وهو يبكي جوعا لأنه لم يجد وجبة واحدة طوال اليوم".
ووثّق الشريف الوحشية الإسرائيلية التي استهدفت مدارس الأونروا والمستشفيات بما في ذلك استخدام القصف المتكرر والمتعمد على مناطق مكتظة بالمدنيين. تقديرا لشجاعته في توثيق جرائم الحرب الإسرائيلية وإصراره على تقديم شهادات حية عن معاناة المدنيين الفلسطينيين في غزة وسط القصف والمجاعة، كرمته منظمة العفو الدولية في أستراليا العام الماضي بمنحه جائزة "المدافع عن حقوق الإنسان".
اتهامات وتهديدات
مع تأثير تقاريره على الرأي العام، أدرجه جيش الاحتلال الإسرائيلي ضمن أهدافه الإعلامية، واتهمه بشكل متكرر طوال حرب الإبادة المتواصلة منذ السابع من أكتوبر 2023 بالانتماء إلى حركة حماس، في محاولة لتبرير استهدافه. في 11 ديسمبر 2023، قصفت الطائرات الإسرائيلية منزل عائلة الصحفي الفلسطيني في مخيم جباليا، مما أدى إلى استشهاد والده. ردا على هذه الحملة، قال الصحفي الشريف في تغريدة سابقة "شنّ المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حملة تهديد وتحريض ضدي بسبب عملي صحفيا مع قناة الجزيرة"، مؤكدا أنه "صحفي بلا انتماءات سياسية ومهمتي الوحيدة هي نقل الحقيقة من أرض الواقع كما هي دون تحيز".
نددت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحرية الرأي والتعبير إيرين خان، في تصريحات صحفية لها في جويلية الماضي، بالاتهامات والتهديدات التي تعرض لها الشريف، مؤكدة في ذلك الوقت أن "هذه التهديدات تعرض حياته للخطر". خان وصفت اتهامات إسرائيل للصحفيين بأنهم "إرهابيون" بأنها باطلة، ودعت المجتمع الدولي لمنع استهدافهم، معتبرة أن قتل واعتقال الصحفيين إستراتيجية لقمع الحقيقة.
ونشرت شبكة الجزيرة الإعلامية نهاية جويلية الماضي بيانا نددت فيه بتحريض الجيش الإسرائيلي على صحفييها في قطاع غزة، خصوصا المراسل أنس الشريف. وأعربت الشبكة عن استنكارها وتنديدها بالحملات التحريضية على كوادرها منذ بدء تغطية الحرب على غزة.
الرجوع لكن هذا الصوت الشجاع الذي كان دائما ما ينطلق من بين الركام، لم يرق لجيش الاحتلال الإسرائيلي ولم يستطع تقبّله، فلطالما شن حملات تحريض على الشريف واتهمه بالانتماء لفصائل مسلحة، الأمر الذي نفاه الصحفي الفلسطيني أكثر من مرة. وبعد إعلان استشهاده، نشرت إدارة حسابه الرسمي على منصة "إكس" وصيته التي كتبها في أفريل الماضي، وقد ودّع فيها العالم برسالة موجعة، وأوصى فيها بعدم نسيان غزة وفلسطين، والاستمرار في مقاومة الاحتلال حتى التحرير.
من هو الشهيد أنس الشريف؟
ولد في 3 ديسمبر 1996 في مخيم جباليا شمالي القطاع، ونشأ وسط بيئة لا تنفصل عن الصراع، حيث عاش طفولته بين أزقة المخيم المكتظة وسقف من الأزمات والحروب المتكررة. تلقى تعليمه في مدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ومدارس وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، ثم التحق عام 2014 بجامعة الأقصى لدراسة الإذاعة والتلفزيون، وتخرج منها عام 2018.
بدأ مسيرته الإعلامية متطوعا في شبكة الشمال الإعلامية، قبل أن ينتقل إلى العمل مراسلا للجزيرة في غزة. تمركز أنس الشريف في مخيم جباليا ومدينة غزة محاطا بالدمار والمجاعة، ونقل للعالم عبر تقاريره مشاهد غير مسبوقة لأطفال يصرخون جوعا في الليل، وأمهات يبحثن في الأنقاض عن لقمة، وخيام مدرسية تحولت إلى مأوى لآلاف النازحين وسط البرد والحشرات والأمراض. لكسر الحصار الإعلامي، كان يتسلق أسطح المنازل والمستشفيات بحثا عن إشارة إنترنت لبث تقاريره. وصف في أحد تقاريره الوضع بقوله إن "أكثر ما يؤلم هنا ليس القصف وحده، بل أن ترى طفلا ينام وهو يبكي جوعا لأنه لم يجد وجبة واحدة طوال اليوم".
ووثّق الشريف الوحشية الإسرائيلية التي استهدفت مدارس الأونروا والمستشفيات بما في ذلك استخدام القصف المتكرر والمتعمد على مناطق مكتظة بالمدنيين. تقديرا لشجاعته في توثيق جرائم الحرب الإسرائيلية وإصراره على تقديم شهادات حية عن معاناة المدنيين الفلسطينيين في غزة وسط القصف والمجاعة، كرمته منظمة العفو الدولية في أستراليا العام الماضي بمنحه جائزة "المدافع عن حقوق الإنسان".
اتهامات وتهديدات
مع تأثير تقاريره على الرأي العام، أدرجه جيش الاحتلال الإسرائيلي ضمن أهدافه الإعلامية، واتهمه بشكل متكرر طوال حرب الإبادة المتواصلة منذ السابع من أكتوبر 2023 بالانتماء إلى حركة حماس، في محاولة لتبرير استهدافه. في 11 ديسمبر 2023، قصفت الطائرات الإسرائيلية منزل عائلة الصحفي الفلسطيني في مخيم جباليا، مما أدى إلى استشهاد والده. ردا على هذه الحملة، قال الصحفي الشريف في تغريدة سابقة "شنّ المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حملة تهديد وتحريض ضدي بسبب عملي صحفيا مع قناة الجزيرة"، مؤكدا أنه "صحفي بلا انتماءات سياسية ومهمتي الوحيدة هي نقل الحقيقة من أرض الواقع كما هي دون تحيز".
نددت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحرية الرأي والتعبير إيرين خان، في تصريحات صحفية لها في جويلية الماضي، بالاتهامات والتهديدات التي تعرض لها الشريف، مؤكدة في ذلك الوقت أن "هذه التهديدات تعرض حياته للخطر". خان وصفت اتهامات إسرائيل للصحفيين بأنهم "إرهابيون" بأنها باطلة، ودعت المجتمع الدولي لمنع استهدافهم، معتبرة أن قتل واعتقال الصحفيين إستراتيجية لقمع الحقيقة.
ونشرت شبكة الجزيرة الإعلامية نهاية جويلية الماضي بيانا نددت فيه بتحريض الجيش الإسرائيلي على صحفييها في قطاع غزة، خصوصا المراسل أنس الشريف. وأعربت الشبكة عن استنكارها وتنديدها بالحملات التحريضية على كوادرها منذ بدء تغطية الحرب على غزة.