• أخبار
  • دولية
  • 2018/02/28 18:08

الغوطة الشرقية : فضّل إسعاف المصابين على دفن أطفاله الثلاثة!

الغوطة الشرقية : فضّل إسعاف المصابين على دفن أطفاله الثلاثة!
في واقعة غريبة، رفض 'أبوسارية'، الذي يعمل سائق سيارة إسعاف، في مدينة الغوطة الشرقية في سوريا، الذهاب إلى دفن أطفاله الثلاثة الذين فارقوا في قصف استهدف منزله، وخيّر مواصلة إسعاف المتضررين من القصف في الغوطة لعله يتمكّن من إنقاذ بعضهم.
وعن قصّة قصف منزله، قال أبو سارية لصحيفة "التايمز" البريطانية: "سقطت 3 براميل مُتفجرة على المبنى. وسقط أحد البراميل على الطابق السفلي ودمر جدرانه. سمعتُ زوجتي تصرخ، ورأيتها هناك، ولكنَّني رأيتُ رأسها فقط، فقد كان جسدها مدفوناً تماماً".
وتابع: "صرخت قائلةً: "أطفالي، اذهب واعثر عليهم، لا يمكنني سماعهم". وبدأتُ أنا وأصدقائي في الحفر وإزالة بقايا الجدار. وجدتُ "بشار"، ولكنَّه كان ميتا.. وحملتْ زوجتي بعد أن خرجت من تحت الأنقاض ابني مُعتصم، وكان قد توقف عن التنفس، وأخبروني أصدقائي بأنَّه مات كذلك. وعُثِرَ على جثة ابنتي سارية، لاحقاً تحت الأنقاض".
اثر ذلك، عاد أبو سارية إلى المستشفى، وواصل علاج الناجين بينما جلب أصدقاؤه جثث أفراد عائلته. وقال :"شعرتُ بأنَّ قلبي كان صُلباً مثل الصخرة. قال لي زملائي أن أترك كل شيء وأن أذهب لأودع أطفالي، ولكنَّني قلتُ لهم:"إنَّهم ميتون، يجب أن نعتني بالأحياء، ولهذا أخذوهم ليتم دفنهم".
وعند دفن الأطفال، حسب "التايمز"، تفطّن أحد الرجال المُكلفين بدفن الجثث إلى أن أحد الأبناء مازال حيا، فأعاده إلى المستشفى. ويعاني معتصم الآن نقصاً في الأكسجين، وربما يكون مصاباً بتلفٍ في الدماغ. 
وقال أبو سارية "لم أستطع أن أصدِّق الأمر! لقد كنتُ مقتنعاً بأنَّه قد مات"، مضيفا : "لا يستطيع مُعتصم تحريك أي شيء في جسده إلا عينيه، لا يتكلم، ولا يتذكر أي شيء، ويحصل على التغذية عن طريق الأنابيب. إلا أنَّ الأطباء يقولون لي إنَّه سيتعافى، حتى لو كان الأمر سيستغرق 5 أو 6 أشهر. قلتُ إنَّني لا ألوم أحداً... كنَّا فقط 10 رجال، وكان هناك أكثر من 50 شخصاً في المبنى. فقد العديد منهم أطرافه، ومنهم من كانت لديه إصاباتٌ في الرأس، وإصاباتٌ بالصدر. كانت هذه هي اللحظة الأكثر صعوبة في حياتنا المهنية".
مشاركة
الرجوع