• أخبار
  • وطنية
  • 2019/12/06 22:39

القلعة الكبرى تودّع ابنها "ناجح" : ضحية عقود من التهميش وسط لامبالاة أشباه المسؤولين

القلعة الكبرى تودّع ابنها
شيعت مدينة القلعة الكبرى، اليوم الجمعة، جثمان الشاب "ناجح سليم"، الذي توفي متأثرا بحروق بليغة أصيب بها بعد أن أقدم منذ حوالي أسبوع على إضرام النار في جسده أمام مقر معتمدية القلعة الكبرى، احتجاجا على رفض معتمد الجهة مقابلته والاستماع لمطالبه.
وأكد الناشط في المجتمع المدني بالقلعة الكبرى وصديق الشاب الراحل، أحمد عاشور، ضيف بوليتكا، اليوم الجمعة، أن الحادثة أثارت استغراب الجميع في مدينة القلعة الكبرى بالنظر لما عرف عن "ناجح"، وهو شاب من ذوي الاحتياجات الخصوصية، من دماثة أخلاق وسمعة طيبة.
وقال المتحدث إن الواقعة تكاد تكون مماثلة لحادثة انتحار الشاب محمد البوعزيزي في سيدي بوزيد، معتبرا أنه لا وجود لفرق بين مدينتي القلعة الكبرى وسيدي بوزيد في ظل التهميش الذي تعيشه هذه المدينة منذ عقود، و"الحقرة"، التي تمارسها السلط تجاه المدينة وأهاليها.
وأبرز أن طريقة تعامل ممثل السلطة التنفيذية بالقلعة الكبرى، أي معتمد الجهة، محمد السبوعي، تعكس هذه "الحقرة" التي تمارسها الدولة تجاه المدينة، منددا بفشله الذريع على المستوى الاتصالي في حل مختلف الإشكاليات التي يعاني منها أهالي المنطقة، وفي مقدمتهم الشاب ناجح الذي حاول لقاءه في مناسبات عدة دون جدوى، وداعيا السلط الجهوية إلى التدخل العاجل وفتح تحقيق في الحادثة وإبعاد المعتمد، بحسب قوله.
وأضاف أحمد عاشور، أن الإشكاليات التي تواجه الأهالي لا تقتصر على ما هو تنموي فحسب، بل تشمل أيضا الجانب الأمني مع تكرر وقوع عديد الجرائم وسط صمت تام وغياب لأي رد فعل، محذرا من أن الحادثة قد تشكل القطرة التي ستفيض الكأس، مع نفاذ صبر الأهالي من تجاهل السلط لمطالبهم، بعد أن التزموا ضبط النفس طيلة عقود من التهميش.
من جانبه أشار النائب في مجلس نواب الشعب وابن مدينة القلعة الكبرى، حافظ الزواري، في مداخلة عبر الجوهرة أف أم، إن الحادثة التي جدت تحت أنظار ممثلي السلطة المحلية وبالقرب من مقر سيادي، مرت مرور الكرام دون أن تلاقي أي تفاعل، بل إن والي سوسة، عادل الشليوي نفى تماما علمه بالأمر.
وطالب النائب، رئيس حكومة تصريف الأعمال يوسف الشاهد، بمراجعة عديد التعيينات التي شملت جهة سوسة عموما، ومدينة القلعة الكبرى على وجه الخصوص، منددا بتصرفات المسؤولين المحليين والجهويين الذين يتعاملون بمنطق اللامبالاة مع مختلف مشاغل الأهالي.
اسماعيل بن عامر
مشاركة
الرجوع