• أخبار
  • ثقافة
  • 2018/10/26 12:49

الموقع الأثري بمكثر: كنز تاريخي تلتهمه "الفوضى" (صور)

الموقع الأثري بمكثر: كنز تاريخي تلتهمه
يعيش الموقع الأثري بمكثر من ولاية سليانة هذه الأيام أسوأ حالاته. طغى الإهمال على آثاره الظاهرة ولا وجود لحفريات تكشف كنوزه الباطنة. وزحف البناء العشوائي يتقدم في "ثورة فوضوية" ليطمس حقبا من الحضارة وفصولا من التاريخ.
يمتد الموقع الأثري بمكثر الذي يضم أيضا متحفا يكاد يكون مهجورا إلا من القطع الأثرية التي تسكن جوفه وبعض القائمين عليه، على مساحة 45 هكتارا لكن الآثار الظاهرة بالموقع لا تمثل سوى 25 بالمائة من جملة ما يستبطنه الموقع، وفق ما أفاد به محافظه فيصل ضيف الله.
تظهر بالموقع عند بدايته أطلال كنيسة مسيحية شيدت على أنقاض معبد وثني وغير بعيد وبعد النفاذ إلى داخل المعبد تظهر ساحة عامة يوشحها قوس نصر ثم تتجلى الحمامات الرومانية التي تعد أكبر ثاني الحمامات في تونس بعد حمامات أنطونيوس بقرطاج، وفق ضيف الله.
ومن الآثار الظاهرة أيضا منزل الشبيبة والمسرح الدائري.
يشتكي محافظ الموقع من عدم توفير التمويلات لتهيئة وتوسيع الموقع رغم أن الدراسات العلمية والفنية قدمت لإدارة المعهد الوطني للتراث منذ مارس 2017.
وقال إن مشاريع الترميم بالموقع معطلة رغم تقديم طلب مستعجل لتنفيذها خاصة أمام ما يمثله انهيار حجارة بعض المعالم من خطورة على الزوار (الحمامات الرومانية)، مضيفا أن حفريات الاستكشاف بالموقع منعدمة تماما.
ويضم الموقع فضلا عن المحافظ محافظة المتحف ومساعدة المحافظ وناظر أشغال وستة حراس وستة أعوان قارين وعامل بناء.
ويعتبر ضيف الله أن هؤلاء لا يفون بحاجة الموقع ويجب دعم الموارد البشرية، ملفتا إلى أنهم رغم ذلك وفي ظل غياب الموارد المادية تمكنوا من القيام بأعمال المحافظة على المخزون التاريخي وتدعيم السور الخارجي للموقع ومن القيام بجرد تحليلي شامل لوضع بنك معلومات تحفظ فيه جميع معطيات القطع الأثرية المتوفرة بالموقع والمتحف.
وأشار إلى أنه تم تقديم دراسة حول ملامح التصور الميزيوغرافي لمتحف مكثر للمعهد الوطني للتراث في أواخر فيفري من سنة 2017 لكن لم تتم الإجابة على المشروع إلى حد الآن.
وتتمثل ملامح التصور الميزيوغرافي المقدم في ربط القطع الأثرية بسياقها الأثري والتاريخي عن طريق وصف يقربها للزائر ويأخذ بعين الاعتبار مكان وظروف اكتشافها.
ويمكن استخدام التطبيقات الحديثة ثنائية وثلاثية الأبعاد الزائر من التجول الافتراضي في أماكن اكتشاف هذه القطع وفي أرجاء الموقع دون التنقل من مكانه ومن معرفة كافة التفاصيل عن المعالم وسلم تطورها عبر الحقب التاريخية.
واعتبرالمسؤول العلمي والإداري عن الموقع جمال الحاجي، أن المتحف يعاني من التهميش وأن مدينة مكثر تجابه خطر زحف البناء الفوضوي.
وروى المحافظ فيصل ضيف الله عن اعتداء المجلس البلدي المنتخب مؤخرا على موقع نوميدي قبالة الموقع الأثري بآلة جارفة ما أدى إلى تكسير السور الخارجي وذلك بداعي إنجاز محطة للنقل الريفي.
كما قام أحد المواطنين، وفق رواية المحافظ والمسؤول العلمي والإداري لموقع مكثر، ببناء مقهى على الضريح الهرمي الروماني ذي الشكل الهرمي وهو معلم مرتب وفق قولهما.
وقال الحاجي إن المعهد الوطني للتراث يحتكم على ميزانية ب8 مليون دينار مخصصة للترميم ودور الحفريات والمخازن وعمليات الجرد لكن لا نصيب لموقع مكثر من هذه الميزانية.
وأضاف قائلا "قدرت ميزانية إعادة تهيئة متحف مكثر وفق المواصفات العصرية بـ 2 مليون دينار لكن لم يتم إلا توفير 200 ألف دينار وهو رقم ضئيل لا يفي بالحاجة".
ويشرف الحاجي على فريق حفريات بالموقع الأثري بالكريب. وقال كل من ضيف الله والحاجي أنهما تمكنا من توفير اتفاق شراكة بين المعهد الوطني للتراث وجامعة فرصوفيا البولونية لإجراء أشغال الحفريات والبحوث والدراسات إلا أن إدارة المعهد تنصلت من أبسط التزاماتها في هذا الاتفاق على غرار توفير وحدة صحية متنقلة لفرق الاستكشاف.
ويمتد تاريخ مدينة مكثر إلى حوالي أربعة آلاف سنة قبل الميلاد أي منذ فجر التاريخ. وتمثل القبور الجلمودية التي بدأ الزحف العمراني يزاحمها أدل الشواهد على ذلك.
ومنذ سنة 2014 تم تصنيف بلدية مكثر بلدية سياحية. وتشكل المدينة التي كانت تسمى قديما "مكتريس" أو "مكتريم" إحدى محطات المسلك السياحي ميستي (الكريب) ـ زاما (جامة)ـ مكتريس (مكثر).
وأفاد الحاجي أنه يتم حاليا الإعداد للأطلس الأثري الطبوغرافي لولاية سليانة يشمل دراسة المواقع والتصوير والاستكشاف. وتعد سليانة الولاية التي تحوي أكبر عدد من المواقع الأثرية على مستوى الجمهورية إذ تفيد إحصائيات غير دقيقة أن عدد المواقع بها يفوق 1800 موقع وهو ما أكده الحاجي أيضا.
12795356_1324351224257907_168209939931886975_n.jpg
11049496_1108383152521383_686917320753818011_n.jpg
11009206_1102421596450872_6085547342483226356_n.jpg
10893285_1041402415886124_1662722587_o.jpg
10872550_1039010379458661_1328207831_n.jpg
1401422_753735481319487_1354441424_o.jpg
1399292_764229650270070_740881596_o.jpg
1376556_753727131320322_1833849159_n.jpg
1003850_682104618482574_451914700_n.jpg
1003427_682104678482568_1938468297_n.jpg
983664_131945773673085_2055345782_n.jpg
960122_131945367006459_115844245_n.jpg
221627_215477275145313_6138138_n.jpg
219953_215477461811961_5988307_o.jpg
199495_211353398891034_5407211_n.jpg
1227_131945673673095_1320543574_n.jpg
وات
مشاركة
الرجوع