- أخبار
- وطنية
- 2016/04/23 16:31
الوحدات المختصة والفوج الوطني لمكافحة الإرهاب يكشفان البعض من أسرارهما

آلاف الصور والأسئلة والنظرات الفضولية استجاب لها أعوان وضباط الوحدات المختصة لمكافحة الإرهاب، والفوج الوطني لمجابهة الإرهاب، بتقديم الشروحات بعبارات لطيفة ولكنها مقتضبة، ووقفات شامخة أمام عدسات آلات التصوير وكاميرات الهواتف الجوالة، وسط حركية كثيفة شهدها معرض "قاعة الاخبار" بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة، بمناسبة احياء الذكرى الستين لعيد قوات الأمن الداخلي تحت شعار "معا نقضي على الإرهاب".
جناحا الوحدات المختصة التابعة للحرس الوطني "أو آس جي آن" والفوج الوطني لمجابهة الإرهاب "بات" التابع للشرطة، عرضا بعضا من خبراتهما خلال حوارهما مع الزوار، وفي مقتطفات من حصص التدريب التي تابعها الشباب بشغف، وكأنها لقطات من سينما الحروب، وفي عرض تجهيزاتهما وخاصة روبوهات التصوير والإستكشاف، وتحسس المواقع المشبوهة، ولحظات التمهيد للإقتحام، وتفجير العبوات الناسفة والحقائب، والمهمات الفردية وأزياء مختلف الفرق، ومدرعتين انتصبتا داخل القاعة لنقل الأفراد والهجوم.
الروبوهات التي كان يحركها ضابط من الوحدات المختصة التابعة للحرس الوطني، أمام المشاهدين، بدقة عالية الى حد القدرة على فتح الحقيبة وأزرار الملابس، كما جاء في الشروحات المقدمة، تعد أداة أساسية في المهام الخاصة، فهي تحمي الأعوان من خطر التفجيرات والرمي المباغت، ويمكن لها فتح الأبواب وتحسس من بداخل الغرف من إرهابيين أو رهائن، ولذلك فإن وحدات مجابهة الإرهاب "تعتزم شراء نوعين جديدين منها الى جانب الأنواع السبعة المتوفرة".
ووقف أعوان حول مدرعتين للهجوم، يساعدون الزوار على ركوبهما وارتداء قبعات القيادة والإتصال والتقاط الصور، وقد قاد الفضول الزوار الى الإستفسار عن أثار رصاص على إحدى المدرعتين، لتأتي الإجابة على لسان "النقيب ح"، الفني المسؤول عن جناح معدات "البات"، بأن توفر المعدات المتينة والمتطورة يعد أساسيا في مجابهة الإرهاب، وهو ما يقتضي اكتساب مزيد من المعدات المتطورة لتسهيل التدخلات الميدانية.
وتعد العينات المعروضة "بسيطة" باعتبار ان تجهيزات الوحدات المختصة وفوج المجابهة هي "سرية للغاية"، مثلها مثل مهامها وعدد أفرادها وهوياتهم، وإن عرف القليل فإن الكثير يبقى محظورا الحديث فيه من قبل أعوان الأمن، مما يجعل المشرفين على الجناحين ينتقون كلماتهم ويصمتون آليا إذا ما بلغ السائل نقطة حساسة، ويقولون بكل لطف "المعذرة هذا لا يمكن الحديث عنه".
وأكد، ضابط المصالح المختصة بالحرس الوطني، أن أسرار الوحدات المختصة والمرتبطة منها بالمهام الخاصة، تخفى حتى على مديري الأقاليم التي تنفذ فيها المهام، ولا يعلم بها إلا آمر الفوج ووزير الداخلية والمشاركون فيها.
وغالبا ما تكون الشروحات التي تقدم للزائرين بغاية طمأنة المواطنين على أمنهم، وتطبيق سياسة القرب منهم والتعريف بمجهودات وزارة الداخلية في مكافحة الإرهاب، خاصة بواسطة قوتها الضاربة المتمثلة في الوحدة الخاصة وفوج مجابهة الارهاب، الى جانب فرقة التدخل العسكرية التابعة لوزارة الدفاع الوطني، والوحدة المختصة اختصاصات فرعية في درجات تتراوح بين متقدمة وأخرى أقل تقدما، مثل فرق الصد والتدخل السريع ومجابهة المتفجرات والمظليين والرجال الضفادع والمهام البحرية ورجال العمليات البرية.
كلمة "رجال" لا تحتمل الإستثناء في الواحدات المختصة التابعة للحرس والشرطة، إذ هي خالية تماما من العنصر النسائي، باستثناء شؤون الإدارة والتنسيق "نظرا لصعوبة المهام، والإستعداد للتضحية بالحياة العائلية، والمكوث بعيدا عن مقرات السكن الإعتيادية والمشقة"، حسب ما أكده نقيب بالحرس الوطني، فضل الإحتفاظ بهويته "لكن المسألة تبقى مطروحة في المستقبل".
وأشار ضابط آخر من فوج مجابهة الارهاب، الى أن بعضا من النساء وجدن في السابق في فرقة التدخل السريع التي تتولى التمهيد لتدخل الفوج المختصص، من خلال عمليات التطويق والتصدي الأول للجماعات الإرهابية في مواطن العمران.
وتعمل "فرقة التدخل السريع" (بنير)، ذات التكوين الأساسي المشترك مع فوج مجابهة الارهاب، كطليعة تمهد لتدخلاته، وهو نفس ما يقوم به "فوج الصد" بالنسبة الى تدخل الوحدات المختصة في الحرس الوطني، حيث تطوق مكان الجريمة الإرهابية قبل وصول أهل الإختصاص للإقتحام، فتنوب فرق التدخل السريع والصد عن الوحدات المختصة وفوج مجابهة الارهاب في مختلف ولايات الجمهورية، باعتبار أن الأولين متمركزين في العاصمة فقط ويتنقلان على جناح السرعة الى مناطق التدخل المختلفة.
مدير التكوين بوزارة الداخلية والقائد السابق للفوج الوطني لمجابهة الإرهاب، الذي كان من بين زوار المعرض لدى استقباله رئيس الحكومة الحبيب الصيد الخميس الماضي، شرح أن "تكوين أعوان الأمن يحظى باهتمام كبير في السنوات الأخيرة، ولكن القوات الخاصة تتطلب عناية مميزة، ومؤهلات العون تمثل خمسين بالمائة من شروط النجاح، بينما توفر التجهيزات النصف الآخر".
ويتطلب إعداد عنصر متخصص في التصدي والمجابهة، ما بين سنة ونصف وسنتين من التدريب، ولكن التقدم نحو الدرجة العليا المعترف بها دوليا وهي "ب س 3" يتطلب مدة أطول من التدريب والدراسة، حسب ما شرحه أحد المشرفين على جناح فوج مجابهة الارهاب، وهي تدريبات تشمل الإطلاع على خبرات دول متقدمة في المجال ومتمرسة في مقاومة الإرهاب، حسب ما أفاد به عقيد من فوج "البات"، مضيفا أن "وزارة الداخلية توقع اتفاقيات مع الدول التي لها خبرات متميزة ووسائل تكنولوجية متطورة، لرفع جاهزية القوات الخاصة ومنها الدول الغربية المتقدمة والجزائر".
ورغم التقسيم الترابي لمجال تدخل الشرطة في المدن ومناطق العمران والحرس في الأرياف، فإن السلكين يتعاونان ويتدخلان بصورة مشتركة في عديد الحالات، وتكون المبادرة والقيادة لمن يملك المعلومات الأفضل والأقرب الى مسرح الجريمة. ويكون رجال القوات الخاصة لمجابهة الإرهاب في حالة استعداد دائم، ويتحركون بمجرد تلقي المعلومات التي يجب أن تكون أكثر دقة ممكنة لتحديد نوعية الأسلحة اللازمة، وعدد الأفراد، ووضع خطة الهجوم، فإذا لم تكن المعلومات دقيقة فإن الفوج يجتهد علميا لتقدير لوازم المهمة.
مهمات فوج مجابهة الإرهاب المؤسس سنة 1976 ، والوحدات المختصة التي تأسست سنة 1980 ، كانت كثيرة في السنوات الخمس الأخيرة، وأكبر عددا وخطرا من أي وقت مضى، وكللت بالنجاح مع تسجيل خسائر محدودة تعمل الوحدات على تلافيها بمزيد من التدرب واقتناء التكنولوجيا، وإخضاع تدخلاتها وتدخلات الوحدات المشابهة في الدول الأخرى للدراسة والنقد، حسب ما أفاد به عديد الضباط المشاركين في المعرض.
معرض ستينية عيد قوات الأمن الداخلي الذي ينتظم من 18 الى 24 أفريل الجاري، كان فسحة ممتعة ومثيرة للزوار، حسب تصريحات العديد منهم، في عالم لا يرى المواطن إلا القليل الظاهر منه، ولكن نتائجه هامة، وتتمثل في الحفاظ على الإستقرار وحماية الأمن الوطني والذود عن حرمة الوطن، من قبل جهاز كانت علاقاته بالمواطن مشوبة بالحذر والخوف، لتتحول منذ خمس سنوات تدريجيا الى علاقة قرب وتعاون مثلا العنوانان البارزان لهذا المعرض.
الروبوهات التي كان يحركها ضابط من الوحدات المختصة التابعة للحرس الوطني، أمام المشاهدين، بدقة عالية الى حد القدرة على فتح الحقيبة وأزرار الملابس، كما جاء في الشروحات المقدمة، تعد أداة أساسية في المهام الخاصة، فهي تحمي الأعوان من خطر التفجيرات والرمي المباغت، ويمكن لها فتح الأبواب وتحسس من بداخل الغرف من إرهابيين أو رهائن، ولذلك فإن وحدات مجابهة الإرهاب "تعتزم شراء نوعين جديدين منها الى جانب الأنواع السبعة المتوفرة".
ووقف أعوان حول مدرعتين للهجوم، يساعدون الزوار على ركوبهما وارتداء قبعات القيادة والإتصال والتقاط الصور، وقد قاد الفضول الزوار الى الإستفسار عن أثار رصاص على إحدى المدرعتين، لتأتي الإجابة على لسان "النقيب ح"، الفني المسؤول عن جناح معدات "البات"، بأن توفر المعدات المتينة والمتطورة يعد أساسيا في مجابهة الإرهاب، وهو ما يقتضي اكتساب مزيد من المعدات المتطورة لتسهيل التدخلات الميدانية.
وتعد العينات المعروضة "بسيطة" باعتبار ان تجهيزات الوحدات المختصة وفوج المجابهة هي "سرية للغاية"، مثلها مثل مهامها وعدد أفرادها وهوياتهم، وإن عرف القليل فإن الكثير يبقى محظورا الحديث فيه من قبل أعوان الأمن، مما يجعل المشرفين على الجناحين ينتقون كلماتهم ويصمتون آليا إذا ما بلغ السائل نقطة حساسة، ويقولون بكل لطف "المعذرة هذا لا يمكن الحديث عنه".
وأكد، ضابط المصالح المختصة بالحرس الوطني، أن أسرار الوحدات المختصة والمرتبطة منها بالمهام الخاصة، تخفى حتى على مديري الأقاليم التي تنفذ فيها المهام، ولا يعلم بها إلا آمر الفوج ووزير الداخلية والمشاركون فيها.
وغالبا ما تكون الشروحات التي تقدم للزائرين بغاية طمأنة المواطنين على أمنهم، وتطبيق سياسة القرب منهم والتعريف بمجهودات وزارة الداخلية في مكافحة الإرهاب، خاصة بواسطة قوتها الضاربة المتمثلة في الوحدة الخاصة وفوج مجابهة الارهاب، الى جانب فرقة التدخل العسكرية التابعة لوزارة الدفاع الوطني، والوحدة المختصة اختصاصات فرعية في درجات تتراوح بين متقدمة وأخرى أقل تقدما، مثل فرق الصد والتدخل السريع ومجابهة المتفجرات والمظليين والرجال الضفادع والمهام البحرية ورجال العمليات البرية.
كلمة "رجال" لا تحتمل الإستثناء في الواحدات المختصة التابعة للحرس والشرطة، إذ هي خالية تماما من العنصر النسائي، باستثناء شؤون الإدارة والتنسيق "نظرا لصعوبة المهام، والإستعداد للتضحية بالحياة العائلية، والمكوث بعيدا عن مقرات السكن الإعتيادية والمشقة"، حسب ما أكده نقيب بالحرس الوطني، فضل الإحتفاظ بهويته "لكن المسألة تبقى مطروحة في المستقبل".
وأشار ضابط آخر من فوج مجابهة الارهاب، الى أن بعضا من النساء وجدن في السابق في فرقة التدخل السريع التي تتولى التمهيد لتدخل الفوج المختصص، من خلال عمليات التطويق والتصدي الأول للجماعات الإرهابية في مواطن العمران.
وتعمل "فرقة التدخل السريع" (بنير)، ذات التكوين الأساسي المشترك مع فوج مجابهة الارهاب، كطليعة تمهد لتدخلاته، وهو نفس ما يقوم به "فوج الصد" بالنسبة الى تدخل الوحدات المختصة في الحرس الوطني، حيث تطوق مكان الجريمة الإرهابية قبل وصول أهل الإختصاص للإقتحام، فتنوب فرق التدخل السريع والصد عن الوحدات المختصة وفوج مجابهة الارهاب في مختلف ولايات الجمهورية، باعتبار أن الأولين متمركزين في العاصمة فقط ويتنقلان على جناح السرعة الى مناطق التدخل المختلفة.
مدير التكوين بوزارة الداخلية والقائد السابق للفوج الوطني لمجابهة الإرهاب، الذي كان من بين زوار المعرض لدى استقباله رئيس الحكومة الحبيب الصيد الخميس الماضي، شرح أن "تكوين أعوان الأمن يحظى باهتمام كبير في السنوات الأخيرة، ولكن القوات الخاصة تتطلب عناية مميزة، ومؤهلات العون تمثل خمسين بالمائة من شروط النجاح، بينما توفر التجهيزات النصف الآخر".
ويتطلب إعداد عنصر متخصص في التصدي والمجابهة، ما بين سنة ونصف وسنتين من التدريب، ولكن التقدم نحو الدرجة العليا المعترف بها دوليا وهي "ب س 3" يتطلب مدة أطول من التدريب والدراسة، حسب ما شرحه أحد المشرفين على جناح فوج مجابهة الارهاب، وهي تدريبات تشمل الإطلاع على خبرات دول متقدمة في المجال ومتمرسة في مقاومة الإرهاب، حسب ما أفاد به عقيد من فوج "البات"، مضيفا أن "وزارة الداخلية توقع اتفاقيات مع الدول التي لها خبرات متميزة ووسائل تكنولوجية متطورة، لرفع جاهزية القوات الخاصة ومنها الدول الغربية المتقدمة والجزائر".
ورغم التقسيم الترابي لمجال تدخل الشرطة في المدن ومناطق العمران والحرس في الأرياف، فإن السلكين يتعاونان ويتدخلان بصورة مشتركة في عديد الحالات، وتكون المبادرة والقيادة لمن يملك المعلومات الأفضل والأقرب الى مسرح الجريمة. ويكون رجال القوات الخاصة لمجابهة الإرهاب في حالة استعداد دائم، ويتحركون بمجرد تلقي المعلومات التي يجب أن تكون أكثر دقة ممكنة لتحديد نوعية الأسلحة اللازمة، وعدد الأفراد، ووضع خطة الهجوم، فإذا لم تكن المعلومات دقيقة فإن الفوج يجتهد علميا لتقدير لوازم المهمة.
مهمات فوج مجابهة الإرهاب المؤسس سنة 1976 ، والوحدات المختصة التي تأسست سنة 1980 ، كانت كثيرة في السنوات الخمس الأخيرة، وأكبر عددا وخطرا من أي وقت مضى، وكللت بالنجاح مع تسجيل خسائر محدودة تعمل الوحدات على تلافيها بمزيد من التدرب واقتناء التكنولوجيا، وإخضاع تدخلاتها وتدخلات الوحدات المشابهة في الدول الأخرى للدراسة والنقد، حسب ما أفاد به عديد الضباط المشاركين في المعرض.
معرض ستينية عيد قوات الأمن الداخلي الذي ينتظم من 18 الى 24 أفريل الجاري، كان فسحة ممتعة ومثيرة للزوار، حسب تصريحات العديد منهم، في عالم لا يرى المواطن إلا القليل الظاهر منه، ولكن نتائجه هامة، وتتمثل في الحفاظ على الإستقرار وحماية الأمن الوطني والذود عن حرمة الوطن، من قبل جهاز كانت علاقاته بالمواطن مشوبة بالحذر والخوف، لتتحول منذ خمس سنوات تدريجيا الى علاقة قرب وتعاون مثلا العنوانان البارزان لهذا المعرض.
وات
الرجوع