- أخبار
- وطنية
- 2015/07/24 15:29
جوهرة الساحل تحتفل بإلاه البحر الأسطوري "بابا أوسو"

يحتفل أهالي سوسة وضيوفها بدءا من اليوم الجمعة 24 جويلية بانطلاق مهرجان "أوسو" التاريخي الذي يفضل أطفال سوسة وأهاليها بتسميته "بابا أوسو".
ورغم غياب الاحتفال الرسمي على امتداد السنوات الأربع الماضية بهذا المهرجان التاريخي لأسباب أمنية، فقد حافظ أهالي سوسة على طقوسهم الخاصة بـ "اوسو" المتمثلة في الحرص على السباحة طوال الفترة الممتدة من 24 جويلية إلى 13 أوت من كل عام لما يمثله ذلك من شفاء للجسد وسكينة للروح وتجنبا للأمراض طوال الشتاء بحسب معتقدات هذه المدينة السياحية.
كما تحرص الأمهات والآباء على أخذ أطفالهم إلى البحر للسباحة لمدة "سبعة أيام" في هذه الفترة لما تمثله من "تلقيح" طبيعي لهم، كما يحرص البعض وخاصة الكبار في السن على السباحة في ساعات مبكرة وقبل بزوغ الشمس لاعتقادهم أن السباحة في هذه الساعة من اليوم تشفي من كل الأمراض. ويعود تاريخ هذه المعتقدات المتوارثة في سوسة وضواحيها إلى حضارات قديمة تفوق الألفي عام.
كما دأب أهالي سوسة عامة بالاحتفال بموسم أوسو من كل صيف لمدة عشرة أيام تسمى ب«أيام أوسو» للسباحة وإقامة سهرات تنشطها فرق السلامية والعوامرية والقادرية وفي طقوس تجسّد تمازج مختلف الحضارات التي مرت على هذه المدينة التاريخية.
ويطلق أهالي سوسة على هذا المهرجان الذي يجسّده "الكرنفال" الشهير أساسا "مهرجان بابا أوسو".
وبحسب الأسطورة التي توارثتها الذاكرة الشعبية في سوسة فإن "أوسو" هو كنية إلاه بحر سوسة الذي يدعى "أغسطس" والذي يتواجد في هذه الفترة من كل عام لرعاية المصطافين الذين يؤمون بحر سوسة من أهاليها وضيوفها، وأساسا بحر "بوجعفر" التاريخي نسبة للولي الصالح "سيدي بوجعفر "الذي يشرف مقام ضريحه على هذا البحر.
ويتم تسجيد الإلاه من خلال تمثال رجل وسيم ملتحي ذي شعر طويل يقام على كرنيش بوجعفر خلال فترة أوسو ويحرص الأطفال على التقاط الصور معه قبل مغادرته المكان والرجوع إلى اعماق بحر "بوجعفر"، بحسب مخيّلة الأطفال، بعد 13 أوت من كل عام.
وبحسب مؤرخين فإن كرنفال "أوسو" يعتبر من أقدم الكرنفالات في العالم ويمتد لحضارات تعود لأكثر من ألفي عام ومنذ الحقبة الفينيقية، وكان هذا الكرنفال يقام على شرف إلاه البحر "اغسطس".
ورغم تعاقب الحضارات على هذه المدينة الساحلية التي سماها الفينيقيون "حضرموت" والبيزنطيون "جوستينيا" والمسلمون "سوسة"، يفتخر أهالي سوسة وزوارها بوصف هذه المدينة بـ"جوهرة الساحل" ويحتفلون على طريقتهم وطقوسهم في كل عام بقدوم "أوسو" ويطلقون الشماريخ حتى وإن غابت الاحتفالات الرسمية التي تتزامن مع ذكرى إعلان الجمهورية في تونس.
ع ب م