• أخبار
  • مجتمع
  • 2019/02/15 15:11

"ساكن الزورق".. عندما تظلمنا الحياة

انكسر ضوء النهار في ميناء سوسة وبدت الشمس تعلن عن انسحابها تدريجياً لتفسح الطريق أمام ليلة جديدة من ليالي الشتاء الطويلة الباردة، وفي لحظات الغروب تلك، عادة ما تتجلى المشاعر الجميلة الممزوجة بالهدوء والحب، لكن الوضع يختلف عند العمّ نبيل الذي تغمره مشاعر الحزن والأسى كل ليلة.

نبيل الرياحي عجوز ستينيٌ  حملتنا إليه الأقدار، نسيه الزمن فتراكمت عليه السنين، ونسيّه الناس فتراكمت عليه الخصاصة.

حدثنا صاحب العينين الزرقاوين اللاتين تُخفيان وراءهما آلام السنين، وقد افترش لسانه، عن زوجته المريضة التي أجبرتها الحاجة على بيع الأكياس البلاستيكية بإحدى أسواق المدينة، حتى تؤمن ما يسد رمقها وزوجها أخر النهار داخل "منزلهما"، أو ما يطلقان عليه اسم منزل وهو قارب صغير جعلا منه مكانا لإيوائهما، إن تركتهما الجرذان بسلام.

يدان مجعدتان مرتعشتان لم تعد قادرة على تحمل مهنة الصيد الشاقة، وجسد نحيل لم يعد يقوى على رحلات الصيد الطويلة يتألم العم نبيل يوميا من جراء حياة بائسة وظروف صعبة، هزت كيانه.

4 سنوات قضاها الشيخ من سنواته 56 في العراء بين ميناء سوسة وحدائقها حزن يرتسم على وجهه كل ما نظر الى تلك النار التي أوقدها ليصطلي وميض لهيبها، ولسان حاله يقول "ماذا لو كان لي بيت يُؤوى؟".



نهلة بوغنجة
مشاركة
الرجوع