صيّاد تونسي لـ'BBC': 'بدلاً من الحصول على الأسماك.. أصبحت أحصل على جثث وأشلاء'

يزداد عدد المهاجرين الذين يحاولون عبور البحر المتوسط نحو أوروبا يومًا بعد يوم، آملين في حياة أفضل، لكنّهم لا يُدركون أنّ العواقب قد تكون مأساويّة أحيانًا، وينتهي بهم المطاف غرقًا في عرض البحر.

وفي هذا السياق، قال الصياد أسامة الدبيبي، البالغ من العمر 30 عامًا، لقناة 'بي بي سي عربية'، إنّه "أصبح كُلّما يسحب شباكه، يُلقي نظرة طويلة على ما اصطاده في الشبكة، وفي بعض الأحيان لا يكون السمك كل ما يجده"، مُضيفًا بالقول: "بدلاً من الحصول على الأسماك، أحصلُ أحيانا على جثث وأشلاء.. في المرة الأولى شعرتُ بالخوف، لكنني اعتدتُ على الموضوع يوما بعد يوم. وبعد فترة من الوقت، بات إخراج جثة من شبكتي يشبه الحصول على سمكة".

وتابع الصياد حديثه قائلاً: "عثرت مؤخرا على جثث 15 مهاجرا في شباكي على مدى ثلاثة أيام.. وجدتُ جثة طفل. وجلستُ أفكر: ما ذنب الطفل؟ كيف له أن يكون مسؤولا عن أي شيء؟ بكيتُ كثيرا.. الأمر مختلف بالنسبة للبالغين لأنهم عاشوا. لكن الوضع مختلف بالنسبة للطفل، إذ أنه لم ير شيئا من العالم."

وقال الدبيبي لـ "بي بي سي"، إنّه "يصطاد في البحر بالقرب من مدينة صفاقس، منذ أن كان عمره 10 سنوات، لكنّه لم يكن يشهد على مآسٍ من هذا القبيل وبهذا القدر". وتابع أنّ عددًا من الصيادين اليوم باعوا قواربهم مقابل مبالغ طائلة لمهربي البشر، مُضيفًا بالقول: "لقد عرض عليّ المهربون في كثير من الأحيان مبالغ لا تُصدّق لبيع قاربي.. لطالما رفضت لأنهم إذا استخدموا قاربي وغرق أحدهم، فلن أسامح نفسي أبدا".

المصدر: "بي بي سي" (بتصرّف)