فنان بريطاني يطالب بلاده بالاعتذار عن "وعد بلفور"

أزال نشطاء فلسطينيون وأجانب ظهر اليوم الاربعاء، الستار عن لوحة جديدة للفنان العالمي البريطاني "بان كسي" رسمها على الجدار الفاصل في مدينة بيت لحم، يطالب من خلالها بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور.

اللوحة الجديدة التي نقشت على الجدار الفاصل تحمل عبارة "Sorry”، "اسف"، وتعلوها شعار التاج البريطاني، وهو المطلب الفلسطيني من الحكومة البريطانية بالاعتذار للشعب الفلسطيني عن وعد بلفور.
وتحل غدا الثاني من  نوفمبر 2017 الذكرى السنوية المائة لـ "وعد بلفور" حيث أشعلت 67 كلمة كتبت على ورقة واحدة، صراعا في أرض فلسطين اصبح من أصعب الصراعات وأعقدها في التاريخ.
ويعد وعد بلفور المرة الأولى التي صادقت فيها الحكومة البريطانية على فكرة تأسيس "وطنا قوميا للشعب اليهودي" في فلسطين. ويعتقد العديد من الاسرائيليين أن وعد بلفور يعتبر الحجر الأساس لدولة اسرائيل في ما ينظر الفلسطينيون الى الوعد المذكور على أنه خيانة لهم.
اعتذار
وردا على قرار الحكومة البريطانية الاحتفال بمرور مئة عام على وعد بلفور، قرر نشطاء ان تزيل سيدة تضع وجهها قناعا للملكة البريطانية، بازلة الستار عن لوحة "الاعتذار" للشعب الفلسطيني عن مئة عام من المعاناة والتشرد واللجوء والاحتلال الاسرائيلي.
جاء ذلك خلال حفل اقيم قرب الفندق المحاط بالجدار"، بحضور رسمي وشعبي ونشطاء وحقوقيين ومتضامنين اجانب، ومشاركة العشرات من اطفال مخيمي عايدة والدهيشة للاجئين.
والفنان بان كسي، إنجليزي مشهور ولكن يلف شخصيته الغموض، يعتقد أن اسمه روبرت بانكسي، من مواليد سنة 1974، وهو معروف برسومه في أماكن غير متوقعة حول العالم ومنها في الضفة الغربية على الجدار العازل، وفي قطاع غزة.
دولة جديدة
في المقابل وفي ذات السياق ، نشرت صحيفة الديلي تلغراف مقالا كتبه وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، ويدعو فيه بمناسبة ذكرى مرور 100 عام على وعد بلفور إلى تقديم المساعدة لبناء دولة جديدة أخرى إلى جانب إسرائيل هي فلسطين.
ويفتتح جونسون مقاله بالإشارة إلى أنه يجلس الآن في الغرفة ذاتها التي كتب فيها سلفه اللورد بلفور رسالته الشهيرة إلى اللورد روتشيلد في الثاني من نوفمبر 1917 والتي تلخص جوهرها،حسب تعبيره، بجملة واحدة تألفت من 67 كلمة صيغت بعناية شديدة وقادت إلى تأسيس دولة إسرائيل لاحقا.
ويقول وزير الخارجية البريطاني في مقاله بعد مرور قرن على الوعد الشهير "أنا فخور بدور بريطانيا في إنشاء إسرائيل وأن حكومة صاحبة الجلالة ستؤشر مرور قرن على إعلان بلفور الخميس بهذه الروح".، بحسب تعبيره. ويقترح وزير الخارجية البريطاني تأسيس دولتين مستقلتين : إسرائيل آمنة، كوطن للشعب اليهودي، إلى جانب دولة فلسطينية مجاورة ، كوطن للشعب الفلسطيني، بحسب تصور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181، على أن تكون الحدود بين الدولتين على خطوط التماس في الرابع من جوان قبل اندلاع حرب الأيام الستة، مع تبادل متساوٍ للأرض بما يعكس المصالح الوطنية والأمنية والدينية للشعبين اليهودي والفلسطيني.
ويخلص جونسون إلى أن الإسرائيليين والفلسطينيين هم من يجب أن يتفاوض على التفاصيل وأن يكتبوا الفصل الخاص بهم في التاريخ الإنساني، مشددا على ان بريطانيا ستقدم كل ما تستطيع من الدعم من أجل اغلاق تلك الدائرة وإكمال عمل وعد بلفور الذي ظل غير مكتمل وهو ذات الوعد الذي طالب الفنان البريطاني بلاده بالاعتذار عنه.
الجوهرة أف أم - وكالات