في ذكرى الاحتفال بعيد الجمهورية: 25 جويلية تاريخ حافل بالأحداث في تونس

تحيي اليوم الذكرى الـ65 لعيد الجمهورية، ففي مثل هذا اليوم من شهر جويلية 1957 تم إلغاء النظام الملكي بوضع حدّ للنظام الحسيني الذي إستمر لأكثر من قرنين ونصف ، ودخلت بعده تونس مرحلة جديدة في حياتها بإقامة النظام الجمهوري كلف إثرها الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة برئاسة البلاد في إنتظار تنظيم أول إنتخابات رئاسية جرت في 8 نوفمبر 1959 و كانت تتويجا لمسار نضالي طويل و شاق خاضه الشعب التونسي ضدّ المستعمر الفرنسي منذ 1881. 

لم يكن يوم 25 جويلية عاديا في تاريخ تونس الحديث ولن يكون كذلك ، فهذا اليوم الذي إنبعث فيه النظام الجمهوري بات يحمل في طيّاته جملة من الأحداث الفارقة،حيث إقترن سنة 2013 بتاريخ إغتيال النائب بالمجلس التأسيسي محمد البراهمي الذي طالته أيادي الغدر أمام منزله ، لتتسارع الأحداث بعد ذلك مباشرة بإعلان تعليق أعمال المجلس التأسيسي والدعوة لإعتصام الرحيل بباردو للمطالبة بحل المجلس وإسقاط حكومة على العريض وإنهاء العهدة الرئاسية للرئيس المؤقت منصف المرزوقي لتنطلق إثر ذلك تجربة التوافق بقيادة الباجي قائد السبسي الذي نجح في الصعود إلى كرسي الرئاسة.
ويعود مرة أخرى تاريخ ذكرى الجمهورية ليثبت نفسه في تاريخ تونس الحديث بوفاة أول رئيس منتخب بصفة مباشرة من الشعب بعد الثورة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي في 25 جويلية 2019 وإعلان حالة الشغور في الرئاسة ليتولى رئيس البرلمان محمد الناصر رئاسة البلاد بصفة مؤقتة و يخلفه الرئيس قيس سعيد الذي وصل إلى قرطاج في 23 أكتوبر 2019 بعد فوزه في الإنتخابات .
ويبدو أن تاريخ ال25 جويلية سيظل التاريخ المنعرج في الذاكرة الجمعية للشعب التونسي حيث حول الرئيس قيس سعيد ذكرى الجمهورية إلى موعد قار مع التأسيس الجديد الذي إختاره لتونس حيث قام في 25 جويلية 2021 بتفعيل التدابير الإستثنائية وحل البرلمان وإقالة حكومة المشيشي ، كما إختار أن يتزامن إحياء ذكرى عيد الجمهورية هذه السنة مع إجراء الإستفتاء على الدستور المقترح وسط إختلاف سياسي بين رافض ومؤيّد ومقاطع.
لبنى حميدة