• أخبار
  • وطنية
  • 2018/10/10 09:15

في رحلة يومية شاقة من القيروان إلى سوسة.. "حسام" يُجسّد قصّة كفاحِ شاب تونسي

في رحلة يومية شاقة من القيروان إلى سوسة..
 بيديْن مثقلتيْن بالحديد والخشب تارة و بالرمل و الحِجارة والاسْمنت تارة أخرى وقف رَغم التعب، مُنتَصبَ القامة لنيْل قسط من الراحة بعد مَشقّة ساعات من العمل المتواصل. 
"حسام عبّود" ذلك الشاب القادم من قرية "ذريعات سيسب" التابعة لولاية القيروان بحثا عن فرصة عمل يقتنصها في ولاية سوسة يتحدّث للجوهرة أف أم عن تجربته و يقول"بحثت طويلا عن عمل في اختصاصي ولكن بلا جدوى"، حيث تأتي رياحُ سوق الشُغل بما لا تشتهي سُفن "حسام" الذي كان طالبا بإحدى الكلّيات التونسية و منها تُوّجَ بشهادة أولى، الإجازة التطبيقية في الإلكترونيك والأوتاماتيك ثمّ تلتها ثانية، الماجستير المهني في توجيه الشبكات الصناعية و غيرها من الدورات التكوينية في مجالات مختلفة منها اللغات، ليَنتهى به المطاف في حضيرة بناء"مَرّمَة" صُحبة مجموعة من رُفقاء درب جديد.

رحلة..
من قرية "ذريعات سيسب" التابعة لولاية القيروان يأتي لولاية سوسة، في رحلة مُضنية زادها عناء، كلفة "النقل الريفي" ، ليخوض "مارطونا" من "النقل الموازي" تُؤمنه سيارة قريب أو صديق أو جارٍ تُقَصّر على "حسام" طول المسافات و يظفر من خلالها ببعض الدنانير .
بنظرة حالمة و بابتسامة متحدّية يقول "نعم اخترت العمل في حضيرة البناء"المِرّمة" رغم سنواتي الطويلة في مقاعد الجامعة، و رغم اجتيازي لعدّة مناظرات وطنية" ليصمت لحظة و يردف بالقوْل "خُضت مُناظرة الالتحاق بسِلك الديوانة، و اجتزت كُل المراحل بنجاح إلى أنْ بلغتُ مرحلة "البحث الأمني" و بعد سلسلة من التحرّيات، جاء العُمدة ليزّف البُشرى لوالدِي بعد طول انتظار و يخبره باقتراب التحاقي بسلك الديوانة بعد وُرود اسمي في قائمة المقبولين، و ظننّت أنّها الفرصة الموْعودة قدْ حانت، لكن و لأسبابٍ مازلت أجهلها إلى الآن، سَقَط اسمي دون سابق إنذار من القائمة التي تغيّرت...

مرفوض بسبب "تجاوزكم المستوى التعليمي المطلوب"..
بنفس النظرة و بنفس الابتسامة يواصل "حسام" حديثه قائلا:" واصلتُ المسير ولم أستسلم، شاركت في مُناظرة الشركة الوطنية للسك الحديدية و بَلغتْ مراحل متقدّمة إلى درجة أنيّ شعرت بأن حُلمي قد شارف على التحقّق هذه المرّة و زادني يقينا نصّ التهنئة الذي بلغني عبر موقع الشركة " لقد تمّ قبولك بنجاح بفضل حُصولك على معدّل 94.4..، لكن سرعان ما تبخّر الحُلم من جديد بنصّ آخر "نأسف لعدم قبولك .. بسبب تجاوزكم المستوى التعليمي المطلوب"، طوّيت الصفحة و مضيْت نحو مناظرات أخرى علّي أجد ضالتي ثمّ "قرّرت العمل في حضيرة البناء إلى أن يأتي ما يُخالف ذلك".

يِفّكولّك حقّك.. تبقى غُصّة في الڨلب و لكن..
مَاسكًا مطرقة بيده اليُمنى و قضيبا حديديا باليُسرى، يُواصل حديثه مُستحضرًا بعضا من المَواقف و من تجاربه و مُوّجها رسالة إلى أبناء جيله من الشباب و إلى الدولة و مؤسساتها.
إلى الشباب أقول" آمنوا بقُدراتكم، خوضوا التجارب، لا تكّفوا عن المُحَاولة لا تستسلموا في وجه العراقيل، لا تنتظروا عَمَلا بل لاحقوه أيْنما كان.. و للدوْلة و مؤسساتها أقول "امنحونا الفرصة، ضعُوا ثقتكم فينا نحن الشباب، وفرّوا لنا ظروفا مُلائمة لخدمة بلادنا و لتَكُنْ المُناظرات الوطنية شفافة"، ثمّ صَمَتَ لحظة و كأنّه يستحضرُ تفاصيل موْقف عَاشه و واصل حديثه " المناظرات... ليست شفافة.. يحّز في نفسي أن أبلغ مراحل متقدّمة في عدد منها و أنَا على يقين بأنّ لِي القُدرة والإمكانيات والكفاءة اللازمة لتقديم الإضافة، في عَمل قيل لي إنّهُ من نصيبي و لكن، "يِفّكولّك حقّك.. تَبقى غُصّة في الڨلب.. إن شاء الله نَلقى حَقّي..
أشرف بن عبد السلام
مشاركة
الرجوع