• أخبار
  • ثقافة
  • 2018/11/21 11:49

كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة بسوسة تنظم ندولة علمية دولية محورها "القصدية"

كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة بسوسة تنظم ندولة علمية دولية محورها
ينظم قسم العربية بكلّية الآداب والعلوم الإنسانيّة بسوسة أيام 22 و23 و24 نوفمبر الحالي ندوة علمية دولية حول " القصديّة L'intentionalité" وذلك بمشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين من الجامعات التونسية والعربية.
* مفهوم "القصديّة" :
تكاد تجمع الدراسات على اختلاف مشاربها و اختصاصاتها على أهمية مفهوم " القصدية" و حيويته و فاعليته في فهم العقل الانساني لذاته و ادراك كيفيات اشتغاله وآليات نشاطه من ناحية أولى و في انتاج الدلالة و اخراجها من حيز الوجود بالقوة إلى حيز الوجود بالفعل ، و التواصل مع الاخر في مقام مخصوص له اكراهاته و مقتضياته من ناحية ثانية.
القصد عند المدرسيين هو اتجاه الذهن نحو موضوع معين، ويسمى إدراك الذهن للموضوع مباشرة «القصد الأول»، بينما يسمى تفكيره في هذا الإدراك «القصد الثاني». ثم استعمل هذا المصطلح حديثاً عن الفلاسفة الألمان مثل (برنتانو وهوسرل) والمراد به تركيز الوعي على بعض الظواهر النفسية من إحساس وتخيل وتذكر، كما استعمل أيضاً بهذا المعنى عند الوجوديين.
و القصدية هي العلاقة النشيطة التي تربط الفكر بموضوع ما. وهذا المصطلح المدرسي أصبح وارداً خاصة عند هوسرل والفينومينولوجيين، وحسب التأويل الفلسفي لعلاقة الفكر بالواقع، فإن هذا اللفظ يمكن أن يفهم بمعان ثلاثة: أولها معنى العلاقة النفسية القائمة بين الوعي وبين موضوع ما (وكان برنتانو يستعمل اللفظ بهذا المعنى). وثانيها بمعنى الوعي الذي يخلق ذاته بخلقه لمعنى موضوعه، فمثلاً في الرياضيات أو في المنطق، عندما نرسم مثلاً خطاً مستقيماً بين نجمتين في السماء، فإن هذا الخط لا يوجد حقاً في الطبيعة بل الذهن هو الذي يخلقه، فهو يملك قصديته، ولقد استعمل هوسرل هذا اللفظ بهذا المعنى غالبا مؤكداً على حضور الفكر في كل عملية دلالية. وهو يقول في هذا الصدد: «لا يعني لفظ القصدية شيئاً آخر غير ما يختص به الوعي بصورة جوهرية وعامة من كونه وعياً بشيء ما، ومن كونه يحمل موضوع تفكيره في ذاته». وثالثا يستعمل بمعنى العلاقة الأنطولوجية للفكر الذي يعي ذاته كمبدأ مؤلف للواقع. 

أهداف الندوة و محاورها :

- الإحاطة خبرا بمفهوم القصديّة وحدّه وتبيّن أهميته ضمن شبكة المفاهيم والمقولات البانية للأنساق النّظريّة للعلوم والفلسفات التي تتوسّل بهذا المفهوم.
- البحث عن صّلة القصدية بالوعي والإدراك وتبيّن كيفيات انبنائها وتخلّقها وضروب اتّصالها بالجهاز العصبيّ والنّفسيّ واللّغوي.
- تدبّر دور القصديّة في العمليّة التّواصليّة وأثرها في فهم المتلقّي للرّسالة/البلاغ و تفكيك شفرتها و ما يترتّب عن ذلك من قضايا التّأويل وإعادة بناء المضمون الدّلاليّ ومدى توافقه مع ما يقصده المتكلّم.
- البحث في وجوه تفاعل القصديّة مع مقام التّلفظ وتبيّن مدى تكيّفها مع مقتضياته وإكراهاته.
- طرح قضايا التّفاعل بين الثّالوث المعنيّ بالقصديّة- الباثّ والمتلقّي والبلاغ أو الرّسالة - على غرار الضّبابيّة و الغموض Ambiguité وسوء الفهم Malentendu والآليّات الفاعلة في هذه الظّواهر.
- من منظور التّرجمة وعلومها، والدّراسات التّفارقيّة عموما Etudes contrastives، تطرح القصديّة بصفة مزدوجة: فمن جهة تتراءى لنا قصديّة المتلفّظ يسعى المترجم إلى بلوغها في أثناء فكّه شفرة الخطاب في لسانه الأصليّ (اللّسان المصدر La langue source)، ومن جهة أخرى تتركّب على هذه القصديّة الأولى قصديّة المترجم يصوغ بها الخطاب في ثوبه الجديد بشفرة اللّسان الهدف (La langue cible). 
- تتبّع "سلوك" القصديّة وتردّدها بين الكمون والتخفّي حينا والوضوح والتّجلي حينا آخر في الخطابات على اختلافها وتعدّدها وتراوحها هي الأخرى بين الخطاب اليوميّ والخطاب الإبداعيّ والأدبي والفنّي والخطاب النّقديّ والفكريّ والعلميّ والدّينيّ والفلسفيّ.

* برنامج الندوة :

aaasd.jpg
أحمد الحباسي
مشاركة
الرجوع