- أخبار
- مقال رأي
- 2019/05/17 14:41
"متلازمة سامي الفهري" و المشاهد التونسي
كثيرا ما اقترن اسم "سامي الفهري" بالقناة التي يديرها أو ببرنامج يحمل اسمه ويتوّلى تقديمه أو بمسلسل يشرف على إخراجه والمساهمة في كتابة السيناريو، أعمال تُكال لها ولصاحبها الشتائم و السبّ و الاتهامات وصلت إلى حدّ "تدمير المجتمع" و تنفيذ "أجندة صهيونية" و غيرها من الاتهامات من العيار الثقيل.
مفارقة عجيبة..
و لكن من المفارقة أن تجد نفس هذه الأعمال، تتصدر نسب المشاهدة في القنوات التلفزية وعلى منصات المواقع الإلكترونية وفي مقدمتها اليوتوب، مفارقة تبرهن على أنّ "نجاح" سامي الفهري في استقطاب ملايين المشاهدين والمتابعين مردّه، إمّا "ذكاءه الخارق" و"قدرته العجيبة" على استقطاب وجذب واستبطان ما يجول في ذهن المشاهد التونسي، أو ربّما يكمن السرّ في"غباء" اشتدّ واستفحل بالمشاهد، فطريا كان أو مُكتسبا جراء ما يعانيه "المشهد التلفزي" من حالة جفاف قاحل، أجبرت هذا المشاهد على استهلاك ما تُقدّمه هذه البرامج مُكرها، رغم "تفاهة ما يُقدّم فيها من منتوج أجوف، فاضت به الكأس من التهريج والابتذال والعبث والتفريغ القيمي" في نظر البعض.
وفي كلتا الحالتيْن نتحدّث عن المشاهد ذاته، ذلك الذي لا يدّخر جهدا في توجيه السبّ والشتائم لهذا العمل أو ذاك، تجده متسمرا أمام شاشة التلفاز كل مساء، يتابع بتركيز شديد مسلسلا، كان منذ لحظات ينتقد بشدّة في تدوينة له أو في تعليق، ما فيه من مشاهد عنف واستهلاك مخدرات وإيحاءات ولغة مبتذلة، كانت سببا في شتات "السهرة العائلية" واندثارها، أو برنامجا، هدّد افتراضيا على جداره الفايسبوكي، بمقاطعته بسبب ما يصفه بـ"تفاهة" نجومه، لتجده يشاهد خِلسة الحوار كاملا، على مواقع التواصل الاجتماعي.
تشخيص مختص في علم الاجتماع..
في تعليق على هذه "العلاقة المُعقدّة" بين أعمال سامي الفهري والمشاهد التونسي، الباحث في علم الاجتماع "معاذ بن نصير" يقول في تصريح للجوهرة "أف أم"، إنّها تتنزل ضمن "مفهوم إرضاء السلوك الجمعي" حيث يحاول المشاهد في الفضاءات العامة الحقيقية أو الإفتراضية، إرضاء النمط المجتمعي ككّل و إيهام المحيطين به بأنه يوافقهم الرأي في إشارة إلى رفض ما تقدّمه الأعمال الدرامية ، غير أنّ نفس الشخص، و حينما يكون في غرفته أو في فضائه الخاص و المنزوي يتحوّل إلى متابع وفيّ لهذه الأعمال، و هو ما يُشكّل حالة من الصراع الداخلي لديه".
و بخصوص مشاهد العنف في الأعمال الدرامية، يضيف الباحث في علم الاجتماع "معاذ بن نصير" أن فئة الأطفال و خاصة المراهقين يروْن في العنف المُقدّم "عنفا جميلا و مُهذبا" نظرا لإعجاب المراهق بشخصية البطل و المُمثل، الذي يعتبره قدوة و مثالا يُحتذى وهو ما يجعل ممارسة العنف ماديا أو لفظيا لدى هذه الفئة من المشاهدين، أمرا عاديا يمكن قبوله بسهولة، حسب تعبيره.
و أضاف "بن نصير" أن "معظم الأعمال الدرامية المقدّمة على القنوات التونسية خاصة بعد الثورة، اختزلت صورة المجتمع التونسي في قضايا العنف و المخدرات و الاغتصاب، مشيرا إلى وجود قضايا أخرى مهمة على غرار الهجرة السرية و مشاكل المناطق الداخلية و الصعوبات التي تواجهها المرأة الريفية وغيرها، يمكن أن تكون مصدر إلهام للقائمين على الإنتاج الدرامي في تونس".
يبدو أنّ الحديث أو التعليق أو التحليل، سيطول، فنحن في حضرة "المشاهد التونسي" الذي يمكن أن يكون مادة ثرية، ينكب عليها الخبراء في علم النفس والاجتماع علهّم، يكشفون سرّا من أسرار هذا الكائن العجيب المتناقض...
و لكن من المفارقة أن تجد نفس هذه الأعمال، تتصدر نسب المشاهدة في القنوات التلفزية وعلى منصات المواقع الإلكترونية وفي مقدمتها اليوتوب، مفارقة تبرهن على أنّ "نجاح" سامي الفهري في استقطاب ملايين المشاهدين والمتابعين مردّه، إمّا "ذكاءه الخارق" و"قدرته العجيبة" على استقطاب وجذب واستبطان ما يجول في ذهن المشاهد التونسي، أو ربّما يكمن السرّ في"غباء" اشتدّ واستفحل بالمشاهد، فطريا كان أو مُكتسبا جراء ما يعانيه "المشهد التلفزي" من حالة جفاف قاحل، أجبرت هذا المشاهد على استهلاك ما تُقدّمه هذه البرامج مُكرها، رغم "تفاهة ما يُقدّم فيها من منتوج أجوف، فاضت به الكأس من التهريج والابتذال والعبث والتفريغ القيمي" في نظر البعض.
وفي كلتا الحالتيْن نتحدّث عن المشاهد ذاته، ذلك الذي لا يدّخر جهدا في توجيه السبّ والشتائم لهذا العمل أو ذاك، تجده متسمرا أمام شاشة التلفاز كل مساء، يتابع بتركيز شديد مسلسلا، كان منذ لحظات ينتقد بشدّة في تدوينة له أو في تعليق، ما فيه من مشاهد عنف واستهلاك مخدرات وإيحاءات ولغة مبتذلة، كانت سببا في شتات "السهرة العائلية" واندثارها، أو برنامجا، هدّد افتراضيا على جداره الفايسبوكي، بمقاطعته بسبب ما يصفه بـ"تفاهة" نجومه، لتجده يشاهد خِلسة الحوار كاملا، على مواقع التواصل الاجتماعي.
تشخيص مختص في علم الاجتماع..
في تعليق على هذه "العلاقة المُعقدّة" بين أعمال سامي الفهري والمشاهد التونسي، الباحث في علم الاجتماع "معاذ بن نصير" يقول في تصريح للجوهرة "أف أم"، إنّها تتنزل ضمن "مفهوم إرضاء السلوك الجمعي" حيث يحاول المشاهد في الفضاءات العامة الحقيقية أو الإفتراضية، إرضاء النمط المجتمعي ككّل و إيهام المحيطين به بأنه يوافقهم الرأي في إشارة إلى رفض ما تقدّمه الأعمال الدرامية ، غير أنّ نفس الشخص، و حينما يكون في غرفته أو في فضائه الخاص و المنزوي يتحوّل إلى متابع وفيّ لهذه الأعمال، و هو ما يُشكّل حالة من الصراع الداخلي لديه".
و بخصوص مشاهد العنف في الأعمال الدرامية، يضيف الباحث في علم الاجتماع "معاذ بن نصير" أن فئة الأطفال و خاصة المراهقين يروْن في العنف المُقدّم "عنفا جميلا و مُهذبا" نظرا لإعجاب المراهق بشخصية البطل و المُمثل، الذي يعتبره قدوة و مثالا يُحتذى وهو ما يجعل ممارسة العنف ماديا أو لفظيا لدى هذه الفئة من المشاهدين، أمرا عاديا يمكن قبوله بسهولة، حسب تعبيره.
و أضاف "بن نصير" أن "معظم الأعمال الدرامية المقدّمة على القنوات التونسية خاصة بعد الثورة، اختزلت صورة المجتمع التونسي في قضايا العنف و المخدرات و الاغتصاب، مشيرا إلى وجود قضايا أخرى مهمة على غرار الهجرة السرية و مشاكل المناطق الداخلية و الصعوبات التي تواجهها المرأة الريفية وغيرها، يمكن أن تكون مصدر إلهام للقائمين على الإنتاج الدرامي في تونس".
يبدو أنّ الحديث أو التعليق أو التحليل، سيطول، فنحن في حضرة "المشاهد التونسي" الذي يمكن أن يكون مادة ثرية، ينكب عليها الخبراء في علم النفس والاجتماع علهّم، يكشفون سرّا من أسرار هذا الكائن العجيب المتناقض...
أشرف بن عبد السلام
الرجوع