• أخبار
  • مجتمع
  • 2025/10/10 13:41

مختصون : المعاناة النفسية للشباب مستمدة من الأنظمة الأسرية والاقتصادية والسياسية الهشة

مختصون : المعاناة النفسية للشباب مستمدة من الأنظمة الأسرية والاقتصادية والسياسية الهشة
شدّد مختصّون في علم النفس، صباح اليوم الجمعة، على أن المعاناة النفسية للشّباب مستمدّة من الأنظمة الأسرية والاقتصادية والسياسية الهشّة المحيطة بهم، وذلك خلال ملتقى علمي دولي، التأم ، بالمكتبة الوطنية بالعاصمة، تحت عنوان " هشاشة فئة الشباب".
واعتبر المختصّون، خلال الملتقى الذي ينتظم على مدى يومين، ببادرة من قسم ومخبر علم النفس بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية 9 افريل، بالشراكة مع الجمعية التونسية لعلم النفس، أن ضعف النظام التربوي الذي أدى إلى تفاقم ظواهر الرسوب والتسرب المدرسي وتراجع التحصيل الدراسي، وضعف الأنظمة الاقتصادية التي تؤسس للبطالة وضعف المقدرة الشرائية، وضعف النظام الأسري جراء غياب التواصل والاحاطة، كلّها عوامل مدمرة لفئة الشباب.
وبيّنت الأستاذة المساعدة في علم نفس الشغل والتوجيه المهني، سامية بن يوسف، في هذا السياق، أن أنظمة الأسر في تونس وغيرها من المجتمعات أصبحت تعاني من هشاشة جراء الاستعمالات المفرطة لوسائل التكنولوجيات الحديثة حيث فرضت على أفرادها العيش في عزلة وسط تراجع واضح للتواصل والتعبير والإفصاح عن الشواغل فيما بينهم.
ولفتت إلى أن هذه الوضعية تجعل الشاب فاقدا للإحاطة النفسية والاجتماعية من جهة، و يجعل النجاح مقتصرا في نظره على الماديات والمظاهر المبهرة مثلما تروج له شبكات التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن عدم تمكنه من تقليد هذه النماذج يجعله يعيش إحباطا يؤسس إلى هشاشة نفسية تجرفه نحو السلوكيات المحفوفة بالمخاطر.
ومن جهته، بيّن أستاذ التعليم العالي في علم الاجتماع أحمد خواجين، أن كلمة "الهشاشة" من أصل لاتيني وتعني في مجال الطب "جرح في الجسد وجرح في الروح" ، وهو ما يترجم تماما، حسب طرحه، ما يعانيه شباب اليوم، ما يجعله يضع استراتيجيات ويبتدع حلول للتأقلم مع الهشاشة والضبابية والتهميش قد تكون مدمرة أحيانا ( إدمان المخدرات أو الانتحار أو الهجرة غير الشرعية أو الجريمة)، وقد تكون إيجابية ( المثابرة في الدراسة و الانخراط في المبادرات الاقتصادية الخاصة..) .
ومن ناحيته، شدد الأستاذ في علم النفس، صلاح الدين بن فضل، على أن إصلاح وضع الشباب ينطلق بوضع سياسات وطنية تأخذ بعين الاعتبار رؤيته للمستقبل وتراعي نفسيته، فضلا عن تشريكه قبل وضع هذه السياسات والاخذ بعين الاعتبار اقتراحاته المتعلقة باصلاح المنظومات الاقتصادية والسياسية والتربوية.
وأكّد على ضرورة القيام بتشخيص لوضع الشباب اليوم استنادا لدراسات وبحوث علمية دقيقة، يتمّ على ضوئها وضع سياسات واسترتجيات وطنية ذات جدوى وتلبي الحاجات الأصلية والحقيقية لهذه الفئة.
وات
مشاركة
الرجوع