مهرجان أوسو في سوسة : هذه أبرز المحطات

يستعد أهالي سوسة وضيوفها لمواكبة احتفالات مهرجان "أوسو" الذي انطلقت فعالياته منذ 22 جويلية الحالي.

وتتمثل أبرز محطات المهرجان في اطلاق الشماريخ مساء الغد الثلاثاء 25 جويلية وفي كرنفال أوسو في اليوم الموالي الأربعاء 26 جويلية 2017.
وسيشكل اطلاق الشماريخ الموعد الأبرز للأهالي بعد غياب دام نحو 7 سنوات وفي تقليد دأبت سوسة عليه على مرّ عقود بمناسبة عيد الجمهورية والإعلان رسميا عن دخول فترة أوسو التي ينتظرها الأهالي ويخصصون لها طقوسا ترفيهية واصطيافية بامتياز. ويتوقع أن يواكب هذه التظاهرة الاحتفالية أكثر من300 ألف شخص.
وتتوّج هذه الاحتفالات بكرنفال "أوسو" التاريخي الذي يعتبر من أكثر الكرنفالات قدما في منطقة المتوسّط. الأسطورة 
ويتمسّك أهالي سوسة بتسمية هذا المهرجان بمهرجان "بابا اوسو" نسبة إلى الأسطورة التي توارثتها الذاكرة الشعبية في سوسة حيث أن "أوسو" هو كنية إلاه البحر في هذه المنطقة الساحلية ويدعى "أغسطس".
وتقول الأسطورة إنه يتواجد في هذه الفترة من كل عام لرعاية المصطافين الذين يؤمون بحر سوسة، وأساسا بحر "بوجعفر" التاريخي نسبة للولي الصالح "سيدي بوجعفر "الذي يشرف مقامه على هذا البحر.
تمثال "بابا أوسو"
ويتم تجسيم "بابا أوسو" من خلال تركيز تمثال رجل وسيم ملتحي ذي شعر طويل على كورنيش بوجعفر خلال فترة أوسو فيما يحرص الأطفال على التقاط الصور معه قبل مغادرته المكان والعودة إلى اعماق بحر "بوجعفر"، بحسب مخيلة الأطفال.
"ترنيمة"
وتعتبر ترنيمة "بابا أوسو نحيلي الداء اللي نحسو" من أكثر العبارات ترديدا بهذه المناسبة والتي كان يستخدمها القدماء في هذه الجهة عند السباحة في هذه الفترة وعلى امتداد 7 أيام، اعتقادا منهم انها ستجلب لهم الشفاء في فترة أوسو والتي يحددها خبراء الأرصدة من 25 جويلية إلى 2 أوت من كل عام ، فيما يستبشر الفلاحون عادة بأمطار أوسو اعتقادا منهم أنها ستكون مؤشر خير بالنسبة لصابة الزيتون.
أقدم الكرنفالات
وبحسب مؤرخين، يعتبر كرنفال "أوسو" من أقدم الكرنفالات في العالم ويمتد لحضارات غائرة في القدم ولأكثر من 3 آلاف عام  ومنذ الحقبة الفينيقية. وكان هذا الكرنفال يقام على شرف إلاه البحر "اغسطس".
ورغم تعاقب الحضارات على هذه المدينة الساحلية التي سماها الفينيقيون "حضرموت" والبيزنطيون "جوستينيا" والمسلمون "سوسة"، يحافظ سكان "جوهرة الساحل" على إقامة كرنفال "أوسو" الذي يمزج بين البعد الرسمي بإحياء ذكر اعلان الجمهورية والبعد الترفيهي من خلال احياء سهرات فنية تمتد إلى غاية 27 جويلية، بحسب برنامج هذا العام.
يشار إلى أن "الجوهرة أف أم" ستكون ضمن المشاركين في مثل هذه السهرات الترفيهية من خلال سهرة تنشيطية مبرمجة الليلة بساحة المدن المتوأمة أو ساحة الفنون المتاخمة لشاطئ "بوجعفر" الذي تؤمه بالمناسبة أعداد غفيرة من المصطافين من جميع الجهات التونسية ومن دول أجنبية عديدة وعلى رأسها الجزائر.