• أخبار
  • مقال رأي
  • 2014/03/08 09:43

الأرنب والثغلب والضبّ : على هامش الخصومة بين المحامين والقضاة أين كبير الحومة؟

 الأرنب والثغلب والضبّ : على هامش الخصومة بين المحامين والقضاة أين كبير الحومة؟

  بقلم منصف الوهايبي

ما يحدث بين المحامين والقضاة في تونس، يثير الأسى حقّا. وكأنّ هناك من يسعى إلى دقّ إسفين بين طرفين يحتاج كلّ منهما إلى الآخر،من أجل استقلال القضاء وحرمة المحاماة. وقد شاهدت مثل غيري صورا من هذه الخصومة، وقرأت ما كتبه هذا الطرف أو ذاك؛ حتى تهيّأ لي أنّي أشاهد مباراة كرة قدم من دون حكَم، أو صراع ثيران وديكة. فالكلّ يزعم أنّه على حقّ، وأنّ الكلمة الفصْل ستكون له؛ مع أنّ الطرفين معلّقان في حبل واحد، فإذا سقط هذا سقط ذاك.

 بدأ البعض يعرض وساطته، ولكنّها لا تزال ـ على ما يبدو ـ صورة من حكاية الأرنب والثعلب والضبّ.وهي حكاية طريفة لها جانب نحويّ، يتعلّق بالخصومة بين نحاة البصرة ونحاة الكوفة في مسألة تقديم الضمير على الاسم؛ يعرفه زملاؤنا أساتذة اللغة؛ كلّما تطرّقوا إلى المثل الذي اُشتُقّ من هذه الحكاية:" في بيتهِ يُؤتَى الحَكَمُ".

ويزعم البعض أنّه حديث نبويّ ؛ وهو من الأمثال المأثورة، ورد في حكاية ساقها الدميري صاحب" حياة الحيوان الكبرى".  فقد زعموا أنّ الأرنب التقطت تمرة فاختلسها الثعلب فأكلها ، فانطلقا يختصمان إلى الضب. فنادته الأرنب : يا أبا الحسل

فقال : سميعاً دعوتِ

قالت : أتيناك لنختصم إليك

 فقال : عادلاً حكَّمتما

قالت : فاخرج إلينا

قال : في بيته يُؤتى الحكَم

قالت : إني وجدت تمرة

 قال : حلوةٌ فكُـلِيها

قالت : فاختلسها الثعلب

 قال : لنفسه بغَى الخير

قالت : فلطمته

 قال بحقكِ أخذتِ

قالت : فلطمني

 قال حُرّ انتصر

قالت : فاقضِ بيننا

 قال : قد قضَيتُ

 

***

 الحقّ أنّ تونس تكاد تتحوّل، بعد "ثورة17/14" إلى حديقة آهلة، أوكأنّنا نتفرّج بحيواناتها أو عليها؛ وقد ملأنا جيوبنا نحن وأطفالنا باللوز الأمريكي أو الفستق الفارسي، ونحن نلاطف القردة السعيدة بعودة المياه إلى مجاريها؛ بالرغم من أنّ المياه لم تعدْ إلى أحياء كثيرة في كثير من قرى تونس الأعماق وأريافها. نخشى حقّا، في خضمّ هذه الخصومة وقد غاب كبير الحومة، أن نستدعي " الضبّ الأممي"(نسبة إلى الأمم المتحدة) وأن يُطلّ علينا السيّد بان كي مون، من جُحْرما؛ ليفصل بيننا نحنُ التونِسيِّينَ، في ما هو تونسيّ عابر.. قلبي على وطني..

مشاركة
الرجوع