• أخبار
  • وطنية
  • 2020/07/25 07:28

25 جويلية: لحظة فارقة في تاريخ تونس المعاصر.. من الزعيم المؤسس إلى الشخصية الأقدر

25 جويلية: لحظة فارقة في تاريخ تونس المعاصر.. من الزعيم المؤسس إلى الشخصية الأقدر
لم يكن يوم 25 جويلية عاديا في تاريخ تونس الحديث، ولن يكون كذلك.. فهذا اليوم الذي انبعث فيه النظام الجمهوري، سنة 1957، بات يحمل في طيّاته جملة من الأحداث الفارقة بكل ما تعنيه من رمزية ومفصلية غيرت تاريخ البلاد.
الزعيم المؤسس:
هذا التاريخ، أصبح شاهدا على وضع حدّ للنظام الحسيني الذي استمر لأكثر من قرنيْن ونصف لتدخل تونس مرحلة تاريخية جديدة في حياتها بإقامة الجمهورية، كُلّف إثرها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة برئاسة البلاد في انتظار تنظيم أوّل انتخابات رئاسية، جرت يوم 08 نوفمبر 1959.

رصاصات الغدر:
وظل التونسيون طيلة عقود يحتفلون بتاريخ الخامس والعشرين من جويلية كعيد وطني يحيي ذكرى إعلان الجمهورية، إلى أن اقترن سنة 2013 بتاريخ اغتيال النائب في المجلس التأسيسي، الحاج محمد البراهمي، حينها اهتزت الساحة السياسية في البلاد بعد أن طالته رصاصات الغدر أمام منزله، وهي التي لازالت تعيش على وقع صدمة اغتيال الشهيد شكري بلعيد قبل بضعة أشهر.

وإثر اغتيال براهمي تعالت أصوات الأحزاب المعارضة آنذاك مطالبة بحل المجلس التأسيسي وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، لتشهد البلاد إثر ذلك أكبر موجة احتجاجات منذ 2011 تزامنت مع تنظيم اعتصام الرحيل الذي استمر عدة أسابيع خارج أسوار المجلس ، وكان شعاره الأبرز رحيل حكومة علي العريض.
وبلغت الأزمة أشدّها حتى داخل الترويكا الحاكمة آنذاك وكان ذلك إثر قرار رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر في السادس من أوت سنة 2013 تعليق أعمال المجلس إلى أجل غير مسمى، في انتظار حل الأزمة السياسية التي أجّجها اغتيال محمد براهمي.

واستمرت الأزمة السياسية إلى حين تقديم العرّيض استقالته من رئاسة الحكومة في العاشر من جانفي سنة 2014، ليخلفه مهدي جمعة رئيسا للحكومة تتويجا لمشاورات مارطونية تحت غطاء الحوار الوطني الذي نظم برعاية عدد من منظمات المجتمع المدني، لإخراج البلاد من أزمتها.

رحيل الباجي قائد السبسي:
وصادف يوم 25 جويلية مجددا، في مثل هذا اليوم من العام الماضي، حدثا فارقاً جديدا، حين وافت المنية الباجي قائد السبسي، أول رئيس منتخب بصفة مباشرة من الشعب بعد الثورة، في المستشفى العسكري بالعاصمة إثر أزمة صحية طارئة، وقد أقيمت للفقيد جنازة وطنية مهيبة سبقها موكب تأبين بقصر قرطاج، بحضور عدد من قادة ورؤساء الدول الشقيقة والصديقة، ليوارى الثرى في مقبرة الجلاّز.

قيس سعيد يدخل قصر قرطاج:
وبموجب الدستور تولى رئيس البرلمان محمد الناصر رئاسة الجمهورية مؤقتا، إلى حين تنظيم انتخابات رئاسية سابقة لأوانها، فاجأ خلالها المترشح المستقل قيس سعيد الجميع ودخل قصر قرطاج بعد تصدره للسباق في دوريه الأول والثاني، ليخلف الباجي قائد السبسي. الذي قاد البلاد منذ ديسمبر 2014.

رحلة البحث عن الشخصية الأقدر:
اليوم، 25 جويلية 2020 .. احتفالات التونسيين بهذا التاريخ ستكون مزيجا بين إحياء لتاريخ وطنيّ رمز، وترحم على رئيس سابق قاد البلاد في مرحلة دقيقة، وجدل قضائي متواصل بين أروقة المحاكم والتجاذبات السياسية لفك لغز الاغتيالات..ووسط وضع اقتصادي يزداد صعوبة بسبب أزمة جائحة كورونا، ومشهد سياسي مضطرب يشوبه الغموض والتعقيد، وامتحان يخوضه راشد الغنوشي لتجديد الثقة فيه كرئيس للبرلمان، بعد أيام من استقالة حكومة إلياس الفخفاخ وانطلاق رحلة البحث عن الشخصية الأقدر لخلافته...

                                                                                     إسماعيل بن عامر
0:00
0:00
مشاركة
الرجوع