- أخبار
- وطنية
- 2013/12/03 09:37
نشيدنا الوطني: إعادة صياغة : Chronique

مقال رأي بقلم منصف الوهايبي
نشيدنا الوطني الذي حفظناه ونحن أطفال، يعاني من قلق العبارة ومن خلل الوزن، في مواضع غير قليلة؛ برغم أنّه يدور على بحر شعريّ بسيط يعدّه بعضنا "حمار الشعراء"،وهو المتقارب وتفعيلته "فعولن" التي تتكرّر أربع مرات في الصدر ومثلها في العجز. ولعلّ مردّ هذا الخلل إلى أنّه نشيد أعدّه صاحبه، قبل أن يعتريه ما اعتراه ، لمصر لا لتونس. وممّا يؤكّد ذلك أنّ استبدال "مصر" ب"تونس"، في أبيات منه، يسدّ هذه الفجوات العروضيّة فيه، ويجعل إنشاده سلسا لا نشاز فيه ولا اضطراب في وزنه.
وعليه نقترح على أعضاء المجلس التأسيسي هذه التصويبات؛ فلم يعد من المقبول أن نتغنّى به وننشده في محافلنا، وهو يعاني ما يعاني من خلل موسيقي غير سائغ ولا مقبول. يبرز هذا الخلل في: "لقد صرخت في عروقنا الدما: فعولُ/فعولن/مفاعلن/فعلْ" والصواب:" لقد صرخت في العروق الدما" وفي: "لتدوِ السماوات برعدها: فعولن/فعولن/متفاعلن" والصواب: "لتدوِ السماواتُ من رعدها" ، وفي: "إلى عزّ تونس إلى مجدها: فعولن/فعول/فعلن/فاعلن" والصواب: " إلى عزّ تونسَ سيروا بنا"، وفي: "فلا عاش في تونس من خانها: فعولن/فعولن/فعلن/فاعلن"، وفي: "سواعد يهتزّ فوقها العلمْ: فعول/فعولن/فعول/فاعلن" والصواب: "سواعدُ ترفع هذا العلمْ"، وفي: " وفيها لأعداء تونس نقمْ: فعولن/فعولن/فعول/فعلن" والصواب: "وفيها لكلّ عدوّ نقمْ". ولا يخفى أنّنا راعينا في هذه التصويبات المقترحة، معاني النصّ، دون تمحّل أو اعتساف منّا
حُماة الحمي يا حُماة الحمـــــى هلُمّوا هلُمّوا لمجـــــــــــــــد الزمــــن
لقد صرختْ في العُروقِ الدّ مــا نمــــوت نموت ويحيــــا الوطـــــــــن
* * *
لتدو السماواتُ من رعـــــــــــدها لترم الصواعقُ نيرانــــــــــهـا
إلى عزّ تُونسَ سيروا بنا
رجالَ البـــلاد وشُبّانـــــــــــهـا
فلا عاش ـ تونس ـ من خانها
ولا عاش من ليس من جُندهـا
نمُوت ونحيا علـــى عهدهـــــا حياة الكرام وموت العظــــــام
* * *
ورثنا السواعد بيـــــن الأُمــــم صُخورا صُخُورا كــهذا الـــبنـا
سواعدُ ترفعُ هذا العلمْ
نُباهي به ويُباهي بــــــــــــــــنا
وفيها كفا للعُلا والهــــــــــــمم وفيها ضمانٌ لنيل المُنــــــــــى
وفيها لكلّ عدوّ نــــــــــقمْ
وفيها لمن سالمُونا الســــــلام
* * *
إذا الشعبُ يوما أراد الحيـــــاة فلا بُدّ أن يستجيــــب القـــــــدر
ولا بـــدّ للّيـــل أن ينجلــــــــــي ولا بُدّ للقيــــد أن ينكســـــــــــر