• أخبار
  • ثقافة
  • 2023/02/10 23:28

آدم فتحي: "الإرادة تمنعنا من التغيير والأشياء لا تتحقّق بمعجزات"

آدم فتحي:
استضافت الدورة الرابعة للمعرض الوطني للكتاب التونسي (4 - 18 فيفري 2023) الشاعر الكبير آدم فتحي للحديث عن تجربته الشعرية وأيضا في مجاليْ الترجمة والإعلام.
وأقيم هذا اللقاء، الذي أداره الكاتب رضا بن صالح، بجناح وزارة الشؤون الثقافية في بهو مدينة الثقافة الشاذلي القليبي. وقد تحدّث في مداخلات مختصرة عن تجربته الإعلامية والشعرية وفي مجال الترجمة، وذلك في علاقة بالفكر والحريات.

استهلّ آدم فتحي حديثه بالتأكيد على دور الفنّ في أنسنة البشر والسفر في عوالم عديدة، قائلا: "نحن البشر نتميّز بأننا آكلو حيوات (جمع حياة) لأننا كلّما قرأنا رواية وكلّما استمعنا إلى فنان أو سرحنا مع فنان تشكيلي إلا والتهمنا حيوات عديدة من خلال العوالم الفنية والروائية. ونحن نعيش أكثر من حياة وهذا الفرق بين الإنسان والحيوان، فهناك ثقل للمسؤولية ومن علامات هذا الثقل بماذا ستبدأ؟ ماذا ستقصي؟ ماذا ستلغي؟".

وعن مستهلّ تجربته أفاد أنه بدأ مسيرته الفنية بنشر كتاب شعري بعنوان "سبعة أقمار لحارسة القلعة" سنة 1982، مضيفا: "وكلّي موجودٌ في هذا الكتاب الشعري، وأحبذ تسميته بالكتاب وليس بالمجموعة الشعرية، وفيه أسحب كلّ الفنون التي أتكئ عليها لمجال الشعر".

تعارض الإرادة بالإمكان:

وعن هذا الإصدار، يذكر آدم فتحي أنه حاول الانقلاب على مفهوم المأساة بالمعنى اليوناني وهو تعارض الإرادة بالأقدار، إلى المأساة بالمفهوم العربي، كما يسمّيها، ويعني بذلك "تعارض الإرادة بالإمكان"، أي بالاستطاعة، ويضيف: "نستطيع أن نغيّر لكن إرادتنا أضعف من أن ندفع ثمن ذلك التغيير". ويعتقد أن هذه المقولة صالحة إلى اليوم، قائلا: "فالإرادة هي التي تمنعنا من التغيير وتحقيق ما نطمح إليه وليس القدر، فالأشياء لا تتحقّق بمعجزات". وعن دوافع عدم نشر هذا الكتاب الشعري، أوضح آدم فتحي: "هي ليست مسألة مصادرة بل كان هذا الكتاب استجابة لمرحلة معيّنة. أما المرحلة الثانية فبدت لي مرحلة متمناة وليست موجودة في الواقع، فأنا قد تجاوزت خوفي وقلت ودفعت ثمن ذلك في حياتي". وتابع حديثه: "كلّ الكتب التي أرجأت نشرها كانت لها دوافع من هذا القبيل". أما الجزء الثاني من المصادرة التي تحدّث عنها آدم فتحي، فيعبّر عنها بأنه غير مسؤول عنها، قائلا: "لا أريد صنع البطولات، فعندما كنت أجد أين أكتب لم أتردّد، أما عندما أُمنع فلا أرغب في صنع البطولات". ولاحظ أن النظام السياسي في فترة التسعينات ابتكر حيلة جديدة في المنع بطريقة غير مباشرة وهي منع الكتاب أو الجريدة قبل الطباعة، "ولي أربعة كتب شعرية مُنعت بهذه الطريقة والناشر لا يخبرك بدوافع ذلك إلى أن تكتشف بطرق أخرى أن الكتاب قد مُنع وأحيانا قد تُتلف النسخة في المطبعة أو تضيع".

لا مانع من ترجمة ما يختلف مع أفكاري:

أما في ما يتعلّق بآدم فتحي المترجم، فأوضح أنه لا يجد أي حرج في ترجمة أعمال تختلف معه فكريا على غرار "اليوميات" لـ "شارل بودلير". ويرى آدم فتحي أن لا مانع له في ترجمة ما يختلف عنه. وقال: "لم أُترجم لغايات تجارية، بل ترجمت أشياء أدخلتني في أسئلة عميقة وهدفي أن أجعل الناس تفكّر بعمق وأدفعهم إلى التفكير وتشكيل قراءاتهم الذاتية".

وعن تجربته الإعلامية، تحدّث آدم فتحي عن تنقّله بين الكتابات الصحفية وتقديم البرامج الحوارية الإذاعية والتلفزيونية منها بالخصوص برنامج "رواق الكتب" في التلفزة التونسية، إذ قال إنه خيّر إيقاف برنامجه سنة 2008 لأنه أراد الانتصار للكتب الفكرية والثقافية التي تُدافع عن القيم الإنسانية. وأكّد أن تنقّله بين المجال الإعلامي والأدبي كان بمثابة حرب مواقع كان يخوضها، قائلا "فأنا كنت أفتكّ حريّتي حيثما كانت في أي موقع، وفي كلّ مرة كنت أتعرّض للمضايقة وحيثما أجد حريتي في موقع ما أنتقل إليه".
وات
مشاركة
الرجوع