• أخبار
  • مقال رأي
  • 2025/01/31 11:07

أصداء الدورة 56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب

أصداء الدورة 56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب

معرض القاهرة الدولي للكتاب يبقى من أهم المعارض في المجال رغم التخصص اللغوي الذي يحدّ من عدد الناشرين فهو معرض يكاد يكون عربيا بحتا مع استحضار اللغة الأنكليزية في عناوين خاصة بالأطفال وبعض الكتب القديمة. وهو معرض يخلق حركية جماهرية واسعة وكبيرة تجمع مختلف الشرائح المجتمعية حتى لكأنها تصبح مجتمعا مميزا في صلب المجتمع العام لا يختلف عنه بل يمثله بصورة مختزلة.

وكعادتها شاركت تونس، هذه السنة، في هذا المعرض الذي بلغ دورته 56 (23 يناير-جانفي إلى 5 فبراير-فيفري 2025) مستضيفا دولة سلطنة عمان ومسلّطا الأضواء على شخصيتين هما أ.د أحمد مستجير مصطفى (1934 - 17 أغسطس 2006) وهو عالم أحياء مصري متخصص في التكنولوجيا الحيوية، وشاعر، والكاتبة فاطمة المعدول التي كانت أول امرأة في منصب مدير عام ثقافة الطفل في 1996، وأصبحت رئيس المركز القومي لثقافة الطفل في 1998..

لكن ما شد انتباهنا ونال استحساننا هي المبادرة التي اقترحها الشاعر الكبير أحمد الشهاوي بالعمل على تنظيم وإنجاز برنامج خاص ومتميز للشعر أطلق عليه "كتاب الشعر" وانتظم في قاعة ديوان الشعر بالجناح الأول للمعرض في مركز مصر للمعارض الدولية. كمّ هائل من الشعراء والنقاد والإعلاميين الذين يهتمون بالموضوع تمت دعوتهم لهذه التظاهرة التي أثبتت تميزها بقراءات الشعر في لغات عديدة مع ترجمات النصوص إلى العربية وانتظمت لقاءات تحادث شيقة وعديدة مع شعراء ومشتغلين على الشعر دراسة أو ترجمة فعمت الفائدة وانتشى الفؤاد بعبارات المشاعر المنزّلة في الفكر والفلسفة والقيم المجتمعية.

وأخذت اللغة العامية حظها مع عديد الشعراء المصريين وقرأ الشاعر مراد القادري رئيس بيت الشعر في الرباط بالمغرب قصيدة باللهجة المغربية نالت استحسان كل الحضور.

ودعي لهذه اللقاءات الهامة من تونس الشاعر والإعلامي شمس الدين العوني والشاعر والمترجم والباحث والمفكر والإعلامي مصور مهني. شارك الأول بقراءات شعرية أعجب بها الجمهور الحاضر وأدرك ما قيل في شعر شمس الدين العوني من أنه "ينزع للغوص في أعماق الكائنات الصوامت والبوح بخباياها"، وأن قصيدته " لا تنغلق على عالمها الداخلي ولعبة اللغة، ولكنها تحاول أن تضيء عوالمها بإشارات مرجعية من شأنها أن تفتح نوافذ على دلالات هذا الخطاب ونصوصه الخفية".

أما منصور مهني، فقد حاوره الإعلامي والروائي أحمد فضل شبلول واستدعاه في البداية إلى أن بقدم المفهوم الذي استنبطه من فكرة عن سقراط وجعله مجالا للبحث والتفكير والإبداع والتصور المجتمعي، مفهوم الإبراخيليا، فشد اهتمام الحضور الذي طالب بتنظيم ندوة في مصر حول الموضوع. ووعد الشاعر أحمد الشهاوي (وهو من أول أعضاء النواة الأولى التي التفت حول المفهوم) بالسعي لذلك معتمدا على الدعم الجامعي للباحثة المختصة في اللغويات التطبيقية بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة القاهرة والمترجمة سارة حامد حواس التي أنجزت ترجمة انكليزية لعشرين شاعرا أمريكيا حازوا جائزة بوليتزر" فصدرت المختارات المترجمة تحت عنوان "ولاؤهم للروح.. عشرون شاعرًا أمريكيا حازوا جائزة بوليتزر" في أربعمائة صفحة من القطع المتوسط، متضمنًا مختارات شعرية وسِيَرًا للشعراء، وقد حرَّر الكتاب وقدَّمه الشَّاعر أحمد الشَّهاوي.

يهمنا أيضا أن نشير لتواضع مشاركة اتحاد الناشرين التونسيين في هذا المعرض حيث أن عديد المؤلفات باللغة العربية كان حضورها وعرضها محبذا ولو للتعريف بها فقط. ولكن ننوه بالحضور المتميز لمدير معرض تونس الدولي للكتاب، الدكتور محمد صالح القادري، صاحب التاريخ الطويل والتعامل الناجع والنزيه مع الكتاب، فقد كان مرابطا بالمعرض يطلع على مختلف نشاطاته وأجنحته ويتصل بالكل قصد تجنيد الأغلبية لإثراء معرض تونس في نهاية أفريل وبداية ماي 2025.

مقدك4.jpg
مقدك3.jpg
مقدك2.jpg
مقدك1.jpg
مشاركة
الرجوع