• أخبار
  • متفرقات
  • 2025/10/24 15:01

بارقة أمل: دواء جديد يُعالج الصلع

بارقة أمل: دواء جديد يُعالج الصلع
أعلن باحثون من الجامعة الوطنية في تايوان (National Taiwan University) عن تطوير مصل جلدي (سيروم) موضعي نجح في إعادة إنبات الشعر لدى الفئران خلال 20 يوماً فقط، وفق دراسة نُشرت في دورية Cell Metabolism.
وأوضح العلماء أن هذا المصل يعتمد على أحماض دهنية طبيعية تُحفّز الخلايا الجذعية في بصيلات الشعر دون أن تُسبب تهيّج الجلد، مما يجعله مؤهلًا مستقبلاً ليطرح كمنتج تجميلي يباع من دون وصفة طبية.
كما شرح فريق البحث، بقيادة البروفيسور سونغ-جان لين، أن المبدأ يقوم على تنشيط طبقة الدهون تحت الجلد.
ففي التجارب الأولى، استخدم العلماء مادة مهيّجة للجلد تُعرف باسم SDS لإحداث استجابة مناعية لدى الفئران، فهاجرت الخلايا المناعية إلى طبقة الدهون، ما جعلها تفرز أحماضاً دهنية خاصة، امتصّتها الخلايا الجذعية المسؤولة عن نمو الشعر، ما أدى إلى تحفيز دورة التجدد وظهور شعر جديد بعد نحو 10 إلى 11 يوماً من العلاج.
بعدها، استبدل الباحثون المواد المهيّجة بمزيج من الأحماض الدهنية المذابة في الكحول، مثل حمض الأوليك وحمض البالميتوليك، واكتشفوا أن هذه التركيبة وحدها كفيلة بتحفيز نمو الشعر من دون الحاجة إلى أي إصابة جلدية أو التهاب.
وقال البروفيسور لين لمجلة "نيو ساينتست": "جرّبت المصل بنفسي على ساقي لمدة ثلاثة أسابيع، ولاحظت بالفعل بدء نمو شعر جديد في المناطق التي استخدمتها عليها".
فيما أظهر المصل وفق نتائج الدراسة، كفاءة مشابهة للأدوية المعروفة مثل المينوكسيديل، مع تفوّق واضح في سرعة نمو الشعر وغياب الآثار الجانبية.
 لكن رغم النتائج الواعدة، أكد الباحثون أن العلاج لا يزال في مراحله المبكرة، وقد حصل الفريق على براءة اختراع للمركّب ويستعد لتجارب سريرية على البشر قريباً لتحديد الجرعات المثلى وسلامة الاستخدام على فروة الرأس.
وقال لين: "الأحماض الدهنية المستخدمة توجد طبيعياً في أنسجة الجسم وفي زيوت نباتية كثيرة، لذا نعتقد أنها آمنة، لكننا بحاجة إلى إثبات فعاليتها في نطاق أوسع من المتطوعين".
يشار إلى أن الصلع الوراثي عند الرجال يأتي نتيجة انكماش بصيلات الشعر تدريجيًا تحت تأثير الهرمونات الذكرية والعوامل الجينية، إلى أن تتوقف نهائياً عن إنتاج الشعر، في حين تقتصر العلاجات الحالية على المينوكسيديل والفيناسترايد أو زراعة الشعر، لكنها إما مؤقتة أو قد تُسبب آثاراً جانبية كالاكتئاب أو اضطرابات الهرمونات.
لذا يُعدّ هذا الاكتشاف أحد أبرز التطورات في أبحاث تساقط الشعر خلال السنوات الأخيرة، إذ يعتمد على تنشيط قدرة الجسم الذاتية على تجديد بصيلات الشعر عبر الدهون الطبيعية.
ويرى الخبراء أن نجاح التجارب البشرية قد يفتح الباب أمام علاج طبيعي وسهل الاستخدام، يعيد الأمل لملايين الرجال والنساء حول العالم ممن يعانون من الصلع الوراثي.

(العربية)
مشاركة
الرجوع