• أخبار
  • سياسة
  • 2024/09/27 21:01

تونس تختتم رئاسة الدورة الـ18 للقمة الفرنكفونية

تونس تختتم رئاسة الدورة الـ18 للقمة الفرنكفونية
احتضنت الأكاديمية الدبلوماسية الدولية بتونس، اليوم الجمعة، مؤتمرا حول الأدب الناطق بالفرنسية بعنوان "الجزيرة في الأدب الفرنكوفوني والمتوسطي: انفتاح على الآخر أم انزواء"، وذلك بمناسبة اختتام رئاسة تونس للقمة الثامنة عشرة للفرنكفونية وتسليم المشعل إلى فرنسا لاستضافة القمة التاسعة عشرة في فيلر-كوتري بباريس.

 نُظم هذا اللقاء من قبل الإدارة العامة للدبلوماسية الاقتصادية والثقافية بوزارة الشؤون الخارجية، احتفاء بجزيرة جربة التي استضافت فعاليات القمة الفرنكفونية في 19 و20 نوفمبر 2022، وكذلك بمناسبة الذكرى الأولى لتسجيلها على لائحة التراث العالمي لليونسكو في 18 سبتمبر 2023.

عُقد المؤتمر بالتعاون مع تمثيلية المنظمة الدولية للفرنكوفونية في تونس، وسفارة فرنسا، والاتحاد الفرنسي بتونس، ومجموعة السفراء الفرنكوفونيين برئاسة السفارة الكندية. وقد احتضنت الأكاديمية أول لقاء حول الفرنكوفونية، بعد تنظيم ملتقى تناول الصناعات الثقافية والإبداعية في الفضاء الفرنكوفوني الذي عُقد على هامش "منتدى الاستثمار التونسي" في 12 و13 جوان 2024، في ضاحية قمرت.

وفي كلمته الافتتاحية، أوضح محمد بن عياد، كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية، أن اختيار هذا موضوع هذا اللقاء جاء من "اقتناع راسخ" لدى الدبلوماسية التونسية بالدور الهام للثقافة في العلاقات الدولية، واعتبرها "رافعة قوية لتعزيز الروابط رغم الاختلافات والتنوع". وقال في هذا الصدد إن "علينا اليوم أكثر من أي وقت مضى إعادة التفكير في العالم من خلال الثقافة".

وأشار في سياق محور المؤتمر والاحتفاء بجزيرة جربة إلى أن "الجزيرة من منظور الجغرافيا السياسية والعلاقات الدولية ليست دليلا على الانغلاق على الذات"، مشيرا إلى أن جربة مثلت دائما "تقاطعا تجاريا وموطنا رحبا وفسيحا، وه ما أضفى عليها سحرا وثراء بات يشكل مصدر إلهام للكتاب والفنانين". وأشادت السفيرة الكندية في تونس ورئيسة مجموعة السفراء الفرنكوفونيين، لورين ديغور، "بالالتزام الدائم لتونس وشركائها في تعزيز قيم الفرنكوفونية وتمتين الروابط بين ثقافاتنا ولغاتنا".

وتحدثت الدبلوماسية الكندية عن عالم يواجه تحديات شاملة تتطلب التضامن والتعاون، مشددة على أن "عزلة الجزر تعلمنا أهمية الاختلافات والآخر". كما أشارت إلى أن كندا تمتلك "تنوعا ملحوظا مرتبطا ارتباطا وثيقا بالتنوع الثقافي واللغوي للبلاد، حيث تحتوي على 52,455 جزيرة". وذكرت أن الجزر الفرنكوفونية، مثل مونتريال وجزيرة الأمير إدوارد، "تمثل فضاءات لا تمثل فيها اللغة الفرنسية لغة للتواصل فحسب، بل أيضا وسيلة قوية للمقاومة والتأكيد على الهوية".

ومن جانبها اعتبرت ممثلة المنظمة الدولية للفرنكوفونية في شمال أفريقيا، حواء اسيل، ان هذا اللقاء يمثل "لحظة للإبداع والمشاركة والتجمع حول الأدب لتسليط الضوء على مكانته والفائدة التي يمكن أن يقدمها أوقات تكون أحيانا عصيبة". وبينت أن "الأدب، الذي يحيل منطقيا للمطالعة، هو أول وسيلة للوصول إلى الآخر"، مستشهدة بكلمات الكاتب والشاعر والروائي الفرنسي الشهير "فيكتور هوغو" حول الكتاب الذي وصفه بالوسيلة "الأبسط والأكثر ملاءمة للجميع".

من جانبها، أشادت السفيرة الفرنسية في تونس، آن غيغاين، "بالعمل والالتزام الملحوظ الذي بذلته تونس لصالح فرنكفونية شابة ومبدعة ومتصلة". وأوضحت أن "الرئاسة الفرنسية ستنخرط في الزخم الذي أطلقه إعلان جربة بإرادة ترنو الى إنشاء جسرتواصل بين الشباب والفنانين ورجال الأعمال والناشطين وصانعي القرار من القارات الخمس".

ومن جهته، بين مراد بلحسن، المكلف بالإدارة العامة للدبلوماسية الاقتصادية والثقافية بوزارة الخارجية، أن "تونس ستسلم المشعل إلى فرنسا خلال الأيام القليلة القادمة" بمناسبة القمة التاسعة عشرة المقررة في 4 و5 أكتوبر المقبل. وأوضح أن هذا اللقاء الدبلوماسي الذي يحمل طابعا ثقافيا وأدبيا، لم يتم اختيار موضوعه "بصفة اعتباطية" ، بل هو اختيار مدروس يندرج في إطار الاحتفاء بجزيرة جربة بمناسبة مرور عام على إدراجها في قائمة التراث العالمي لليونسكو.

وأكد أن هذا المؤتمر "يقام في إطار دبلوماسي حيث تتم دراسة العلاقات الدولية وتحليلها غالبا من منظور واقعي وعملي". كما تحدث في كلمته عن عالم تكسوه الأزمات والفظائع، مشيرا بشكل خاص إلى قطاع غزة والمجازر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى الوضع المتأزم في لبنان.

وإثر الجلسة الافتتاحية، تواصلت فعاليات المؤتمر من خلال تنظيم جلستين حول محور "الفرنكفونية والأرخبيل" و"الهوية والآخر في الأدب الفرنكوفوني"، بمشاركة عدد من الأكاديميين. وبانتهاء المؤتمر، تختتم رئاسة تونس للقمة الفرنكفونية التي ستتسلم مشعلها فرنسا لاستضافة أعمال القمة التاسعة عشرة. وإلى جانب الفعاليات السياسية، يتضمن جدول أعمال قمة باريس برنامجا ثقافيا وفنيا متنوعا، يتضمن مهرجان الفرنكفونية من 2 إلى 6 أكتوبر المقبل تحت عنوان "إعادة تشكيل العالم، مهرجان الفرنكفونية".
مشاركة
الرجوع