• أخبار
  • وطنية
  • 2021/10/25 15:20

حوار وطني مع الشّباب : باحث في علم الإجتماع يعلّق

حوار وطني مع الشّباب : باحث في علم الإجتماع  يعلّق
قال الأستاذ الباحث في علم الإجتماع سامي نصر، إنّ الرّجوع إلى الشّباب خاصّة وإلى الشّعب بصفة عامة وفتح مجال للتفاعل معه عبر حوار وطني، هو أمر إيجابيّ جدّا، لكن الإشكال يكمن في أنه حوار غير محدّد المعالم والمعايير ودون منهجيّة واضحة.
ولاحظ نصر، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء ، أنّ هذا النوع من الحوار لا ينطبق مع ما يهدف إليه رئيس الجمهوريّة، نظرا إلى أنّ الحوار الفعلي يتطلّب تفاعلا بين المتحاورين وتبادل الآراء في ما بينهم، معتبرا أنّ ما يهدف إليه سعيّد أشبه بالإستشارة الوطنيّة أو الإستشارة الشّبابيّة.

"من يتكلّمون بإسم الشعب لا يمثّلونه":
وأضاف نصر، أنّ الإجراءات الإستثنائية المعلنة يوم 25 جويلية الفارط، كشفت عن قناعة رئيس الدولة بأنّ من يتكلّمون بإسم الشعب لا يمثّلونه ولا يعرفون شيئا عنه، وهو ما دفعه إلى التّوجه مباشرة إلى الفئات المغيّبة ومنها الشّباب، معتبرا في المقابل، أن عدم رسم منهجيّة علميّة واضحة لهذا الحوار/الإستشارة مع الشباب يجعله "مشروعا هلاميّا"، وبالتالي لا يمكن الوثوق من أنّ نتائجه ستكون علميّة.

وبيّن أنّ الشباب مختلف في مشاربه وأفكاره وتوجّهاته، متسائلا في هذا الصدد عن الإستراتيجية التي سيتم إتباعها لإنتقاء الشباب المشارك في الإستشارة، وللتثبّت من مدى مطابقتهم للمعايير التي ضبطها رئيس الجمهوريّة، والتي تخول لهم المشاركة في هذا "الحوار"، منبّها في هذا السّياق، إلى أنّه لا يمكن نزع صفة المواطنة من أيّ شخص ينتمي إلى توجّه فكري أو تيّار سياسي معيّن.

وإعتبر أنّه كان بالإمكان الإعداد لهذه الإستشارة الشّبابية ورسم توجّهاتها الكبرى خلال الفترة الماضية، بالإعتماد على مؤسّسات على غرار معهد الدّراسات الإستراتيجيّة، أو بالإعتماد كذلك على مختصّين في علم الإجتماع، مبيّنا أنّ الضّبابية المحيطة بهذه "الإستشارة الشّبابيّة" تعود إلى سبب رئيسي وهو "أزمة الإتّصال" التي طبعت مؤسسة رئاسة الجمهوريّة منذ تولّي قيس سعيّد المنصب، في حين أنّه من حقّ الشّعب أن تتوفّر له المعلومة الواضحة والدّقيقة ومن مصدرها الأساسي.

الحملة التفسيريّة لمشروع رئيس الجمهورية تدخل في إطار "العمل الموازي":
ولاحظ في هذا السّياق، أنّ ما يسمّى بالحملة التفسيريّة لمشروع رئيس الجمهورية، يدخل في إطار "العمل الموازي" الذّي طغى على كلّ المجالات في تونس منذ الثّورة، مؤكّدا أنّه كان يتوّجب على رئيس الدولة أن يضع إطارا واضحا للذّين يتكلّمون باسمه، ويتوّجه بخطابه مباشرة للشباب ولكلّ فئات الشّعب وكذلك إلى الخارج، حتّى يتمكّن من توضيح وجهة نظره ورفع كل لّبس وضّبابية.

وشدّد على أنّ السّماح بتواصل الحملة التّفسيريّة أي تواصل "العمل الموازي" يعتبر خطرا على الدّولة، وفق تقديره، قائلا في هذا الصدد "إنّ كلّ ما يحدث اليوم في تونس هو في علاقة مباشرة بالفصل 80 من الدّستور، وخاصّة منه النّقطة المتعلّقة ب "الخطر الدّاهم" أو "الخطر الجاثم" كما سمّاه رئيس الجمهوريّة، والذّي على أساسه أقر الإجراءات الإستثنائيّة، مبيّنا أن هذا الخطر يعني في القراءة السوسيولوجيّة مواجهة شكل الحكم الموازي والقضاء الموازي والإقتصاد الموازي الذّي أصبح طاغيا.

وكان رئيس الجمهورية قيس سعيد، كلّف وزير تكنولوجيات الإتصال نزار بن ناجي، بإحداث منصّات للتواصل الإفتراضي في كل المعتمديات في أقرب الآجال، لتمكين الشباب وكافة فئات الشعب من المشاركة في حوار وطني حقيقي، عبر عرض مقترحاتهم وتصوّراتهم في كافة المجالات، وأكّد ضرورة تشريك كل التونسيين في الداخل والخارج في هذا الحوار والإنصات إلى مطالبهم.
وات
مشاركة
الرجوع