رصد أنثى السلحفاة البحرية كبيرة الرأس على شاطئ سيدي علي المكي (فيديو)

تم رصد أنثى السلحفاة البحرية كبيرة الرأس أو ما يطلق عليها الحنفاء (Caretta caretta) المعششة، لأوّل مرّة ليلة 6 جويلية 2025، على شاطئ سيدي علي المكي من ولاية بنزرت، وفق ما أعلن عنه المعهد الوطني للعلوم وتكنولوجيا البحار.

ويتعلّق بأوّل ظهور موثق لهذا النوع من السلاحف على هذا الشاطىء، وثالث ظهور موثق في منطقة غار الملح منذ سنة 2023، بحسب المعهد، الذّي أوضح أن بيئة الموقع (تركيبة الطبقة التحتية ودرجة حرارة الرمال ونوعية مياه البحر) ساعدت على وجود هذه الأنثى، المعششة. وتشكل الظاهرة، بحسب المعهد الوطني للعلوم وتكنولوجيا البحار، "حدثا هامّا" بالنسبة للسواحل الشمالية لتونس، ويمكن أن يكون مرتبطا بالارتفاع التدريجي لدرجات حرارة مياه البحر وعلى السواحل بسبب تغيّر المناخ.

في الواقع فإن ارتفاع درجة حرارة المياه السطحية والرمال، التي لوحظت في السنوات الأخيرة في منطقة غار الملح تساعد الآن على الوصول إلى المستويات الحرارية المطلوبة لحضانة البيض، مما يجعل بعض الشواطئن تاريخا مهمّشة، مناسبة لتعشيش الحنفاء. وتوجد مواقع التعشيش التقليدية لهذه السلحفاة في البحر الأبيض المتوسط، أساسا، على السواحل الشرقية (اليونان وتركيا وقبرص وليبيا). ومع ذلك، يتم تسجيل مواقع التعشيش بشكل متزايد في الحوض الغربي، وخاصة في إيطاليا وإسبانيا وجنوب فرنسا، وحاليا، في شمال تونس.

وتعد في تونس، جزر قوريا (المنستير) وشاطئ الغضابنة (المهدية)، أهم مواقع التعشيش المعروفة، بحسب المعهد، الذّي أكّد تأمينه عمليّات المراقبة على المستوى الوطني للتعشيش إلى جانب مركز النشاطات الإقليمية للمناطق المحمية بشكل خاص (SPA/RAC) ووكالة حماية الشريط الساحلي وجمعيّ "ازرقنا الكبير. وبحسب المعهد الوطني للعلوم وتكنولوجيا البحار، فإنّ المشاهدة تتطلب إمكانية توسّع المواقع الملائمة للتعشيش، ممّا يبرر تعزيز المراقبة العلمية والحماية الموجهة.

ومع ذلك، يشير المعهد إلى أن نجاح التعشيش يعتمد على هدوء الموقع، محذرا من المضايقات مثل الأضواء الاصطناعية أو الضوضاء أو الاستخدام المكثف، الذي يمكن أن يضر بعملية وضع البيض ويمنع السلحفاة من القيام بذلك، كما في حالة هذه السلحفاة.
وفي هذا السياق، دعا المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار تجنب أي إزعاج خلال فترة التعشيش، والحد بكلّ حزم من استخدام الأضواء الاصطناعية ليلا، على الشاطئ، وإبلاغ المعهد فورا عند مشاهدة السلاحف وهي تضع بيضها أو أعشاش مشبوهة لضمان حماية الموقع وجمع البيانات وفقاً للبروتوكولات العلمية.