• أخبار
  • مقال رأي
  • 2019/04/03 15:21

عفوا : "فشلكم" كان عن طيب خاطر

عفوا :
صرّحوا وكرّروا وأكّدوا أن هذه السنة ستكون "آخر سنة قاسية" على التونسيين .. نظروا وحلّلوا وبرّروا بأن "الإنتاج متوقف والدينار يتهاوى" ... دافعوا وأصرّوا واجمعوا على أن "السيادة والقرار داخلييْن ولا وصاية لصندوق النقد الدولي"... أعلنوا وكذّبوا وطمأنوا بأن "لا زيادة في أسعار المحروقات"
هؤلاء هم حاكمونا هم المسؤولون عنا.. عن حاضرنا بسياساتهم وعن مستقبلنا باستراتيجياتهم.. لم تكن وضعية أغلب التونسيين ستتغير كثيرا لو لم يتم إقرار الزيادة الأخيرة في المحروقات، فالقرارات السابقة كانت كفيلة وحدها بإغراق المواطن وخنقه في ظل تواصل الإرتفاع الرهيب للأسعار وغلاء المعيشة في كل المجالات وكانت كافية لإثقال كاهله بمصاريف إضافية متأتية من الزيادات المتكررة ولتحويل أحلام الغد بالازدهار إلى خوف متواصل من مزيد من "القسوة" في الاجراءات التقشفية التي تحمل التونسي وحده تكلفتها تتالت القرارات والاجراءات والنتيجة كانت واحدة مزيد من التضخم وارتفاع في الأسعار وكان التبرير واحدا أن "الوضع صعب" أجل هو صعب وازداد صعوبة بغياب الرؤية الواضحة والقرارات المناسبة التي كانت ستكون "قاسية" مؤقتا ولكنها ستكون مجدية وستحقق الإصلاح الإقتصادي والإجتماعي ولكن سياسة "الترقيع" والتسويف المتبعة لن تعطي أكلها لا اليوم ولا غدا ولا بعد سنين .. ولن تكون الزيادة الأخيرة في أسعار المحروقات هي الأخيرة ولن يسترجع المواطن نسبة "التضامن الإجتماعي" التي أصبحت قارة في راتبه الشهري قد يدعي بعض المدافعين عن الزيادة الأخيرة بأن سعر برميل البترول ارتفع وهو ما يبرر هذا القرار ولكن هل غاب عنه أن الأرقام تكذب هذا الإدعاء وسيقول آخر بأن تعطل انتاج الفسفاط أثر على مداخيل الدولة وتراجع احتياطي العملة الصعبة فهل غاب عنه التطور الكبير الحاصل في نسبة الإنتاج خلال الثلاثي الأول من السنة الحالية مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة فإنتاج تطور إلى 933 ألف طن مقابل 461 ألف طن وارتفعت المداخيل من تصدير منتوجات الفسفاط ومشتقاته من 234 مليون دينار إلى 411 مليون دينار أي بنسبة 76%.. قد يرغب البعض الآخر في الحديث عن تراجع سعر صرف الدينار مقارنة بالأورو والدولار ولكنها بدورها مبررات تكذبها الأرقام التي تتحدث عن انتعاشة طفيفة تعيشها مؤخرا عملتنا المحلية. 
تحمل المواطن منذ سنة 2011 أوقاتا صعبة آملا أن تنهض البلاد من جديد وأن يتحقق الازدهار وأن يجني ثمار "تضحيته" وبحث جاهدا عن منقذ فجرب حساسيات سياسية عديدة في المحطتين الانتخابتين لسنتي 2011 و2014 ورضي بأن يركن إلى "الإحتجاج الإفتراضي" ورفض وشهر بكل من "خرج للإحتجاج سلميا" ووضع يده عن دون قصد ربما في يد "الذباب الأزرق" ليشوه كل مسيرة وإعتصام ويعتبرها مضرة بمصلحة البلاد واستقرارها ووصف البعض المحتجين بالمخربين والسراق" رسالة التونسيون بانهم يرفضون الدخول في تحركات قد تؤدي إلى مرحلة جديدة من اللااستقرار فهمت خطأ بأنهم يباركون القرارات المتسرعة واللامدروسة.. قبولهم مرغمين بكل هذه الاجراءات المجحفة فهمت على أنهم راضين عن طيب خاطر باستزاف مداخيلهم واضطرارهم إلى الإقتراض والتداين من أجل توفير ابسط مقومات الحياة الكريمة.
أحمد الحباسي
مشاركة
الرجوع