• أخبار
  • متفرقات
  • 2019/04/10 09:21

"مثقف" يخيّر الانزعاج من منشور تافه على احتساء قهوته

بداية هذا المقال لن يفيدك مطلقا ولن يغير مجرى التاريخ ، بل ربما سيكون أقل أهمية بكثير من منشور يعدد مزايا الزعتر ...
اكتساب صفة "المثقف" وفق التصنيفات التونسية ليس بالأمر الهين بل يتطلب جهدا ومثابرة ، يتطلب قراءة عدد معين من الكتب والمقالات وعدد آخر من الدراسات مع مشاهدة افلام نخبوية و خاصة احتساء القهوة بدلا عن شربها..
فالمثقف مختلف عن بقية رفاقه ولا وقت لديه لمناقشة الحمقى فهم يغلبونه دائما ، ولا يرى فائدة في مشاركة ثقافته الفياضة مع الآخرين فهم لن يقدروا على استعابها ولا يحق لهم الاستفادة دون جهد بما اكتسبه هو خلال فترة زمنية طويلة خاض خلالها صراعات مع الأنا والأنا الأعلى وعاش مخاضات عسيرة كي يستحق لقب "المثقف" الذي لا تستهويه المنشورات والمقالات التافهة ، فهو لا يمتلك متسعا لهكذا تفاهات ويفضل المحافظة على سعة ذهنه لما هو أهم من اخبار مشاهير ومتفرقات ومع ذلك يجد الوقت للاطلاع على محتواها ونسخ رابطها ولصقه على صفحته الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي و يرفقها بتعليق يعبر من خلاله عن " انزعاجه" من تفاهة المقال أو المنشور وعن حنقه من تردي مستوى الاعلام ..
وبعد إضاعة وقته الثمين جدا لانتقاد مقال لم يكن موجه أصلا لمن هم بمستوى ثقافته يتفقد قهوته فيجدها باردة فيستدعي بصوت حانق نادل المقهى الشعبي " يا سيد ، زيدها شوية حليب وسخنها" وفي الانتظار يعود الى الإبحار مجددا علّه يقع على صيد آخر تافه يخصصه له دقائق من وقته الثمين يتفحصه فينزعج مجددا..

* تنويه : ان صادف واعترضك مقال أو منشور لا يدخل في دائرة اهتماماتك فلاداعي للتوقف عنده واعطائه قيمة لا يستحقها والمساهمة في نشره .. تجاوزه ببساطة فهو أساسا يدخل في باب الترفيه ولا حاجة للانزعاج منه أوالتساؤل عن قيمة الخبر ولا عن الفائدة التي ستحصل منه .... ولاداعي أيضا أن يقضي أحد "الشخصيات العامة" أو لنقل من "المشاهير " وقته في الانزعاج من المعجبات والمقالات .. فربما كنت وكاتب المقال"التافه" تسبحان في نفس البركة...

** صورة تقريبية
أحمد الحباسي
مشاركة
الرجوع