• أخبار
  • مقال رأي
  • 2022/01/25 10:23

مشهد منى زكي المثير للجدل.. يسلط كَاشفات الضوء على "عورات نفسية" ويُعّري مجتمعا "سكيزوفرينيا"

مشهد منى زكي المثير للجدل.. يسلط كَاشفات الضوء على
أثار فيلم "أصحاب و لا أعز"، جدلا واسعا على مواقع السوشيل ميديا، وتحولّ في غضون ساعات من عرضه على منصة "نتفليكس" إلى مادة دسمة للتعليق وتبادل الآراء. 
وحسب النُقاد فإنّ الغريب والمُلفت تجاوز هذا الجدل الافتراضي، النقاش حول قضايا حسّاسة يطرحها العمل، كالخيانة والنفاق والشذوذ الجنسي والمِثلية واقتصاره على مشهد واحد في بداية الفيلم للفنّانة منى زكي قامت خلاله باحتساء كأس من النبيذ خلسة عن زوجها ثمّ أخفت ملابسها الداخلية في حقيبتها، ومع تطور الأحداث يتّم الكشف عن المغزى من هذا المشهد.
ما قامت به الممثلة منى زكي وبقية المشاركين في هذا العمل الفني، لم يكن سوى توجيها لكَاشفات الضوء لركن مُظلم من المجتمع المصري، ومن ورائه المجتمعات العربية، التي عانت ولا زالت من انفصام حادّ في الشخصية، ظَهر جليّا في التعليقات العنيفة، فبالرغم من أنّ العمل مستوحى من الفيلم الإيطالي "Perfect Strangers"،  الذي تُوّج وحصد جائزة أفضل سيناريو خلال فعاليات الدورة الـ 38 من مهرجان القاهرة السينمائي، فإنّ نسخته العربية، كانت مساحة للشتم ولهتك الأعراض وتقديم مواعظ زائفة ومغشوشة وإصدار "فتاوي فايسبوكية"ومهاترات لا جدوى منها، سوى تعرية مزيد من "العورات النفسية"، التي يعاني منها طيف واسع من المجتمع المصري وحتى العربي، طيف يُنكر بكُلّ وقاحة وفظاظة عَلنًا ما يَقترفه سرّا.

أداء مميزّ وَصل حدّ الانصهار والتماهي مع الشخصيات:
فيلم "أصحاب و لا أعز"، نجح في إبراز تناقض حاد في التعاطي مع قضايا حسّاسة ومسكوت عنها على غرار المثلية لدى فئة من المجتمع العربي، تدّعي أنّها "محافظة"، فأحداث القصة دارت معظمها على طاولة عشاء وديّ ضمّ مجموعة من الأصدقاء من مصر ولبنان، لمشاهدة ظاهرة فلكية، ثمّ تسارعت فجأة من خلال اقتراح لعبة، كشفت أسرار أبطال العمل، وأخرجت صراعاتهم الداخلية للعلن، في حبكة درامية مشوقة وحوار ذكي، وأداء مميزّ وَصل حدّ الانصهار والتماهي مع الشخصيات، الأمر الذي اعتبره النقاد، بينهم الناقد السينمائي الكبير طارق الشناوي، أحد أسباب حملة الانتقادات والتشوية التي طالت المُمثلة المصرية منى زكي، "حيث نجحت في تقمص دورها وتحرّرت من قيود كثيرة"، إلى درجة أنّها أحدثت صدمة لدى جمهورها الذي تعلّق بها وألِفَها في أدوار معيّنة، ورفض أن تؤدي نجمته المفضلة هذا الدور استنادا لتقييم أخلاقي، أبعد ما يكون عن مقومات العمل السينمائي الفني"، وذهب بالبعض منهم، بمطالبة زوجها الممثل أحمد زكي بطلاقها.

والغريب أيضا حسب بعض النقاد، تعاطي الجمهور العريض مع قضايا الفيلم، كالخيانة والنفاق والشذوذ الجنسي والمِثلية، الذي كان سطحيا وانحصر لدى فئة واسعة، في رفض هذه الظواهر وإنكارها وكأنّ المجتمع المصري والعربي يكتشفها لأول مرّة عبر هذا الفيلم، فيما ذهب شقّ آخر إلى الاستماتة في الدفاع عن منى زكي الممثلة والإنسانة وعن القائمين على هذا العمل السينمائي، الذي نجح حسب تقديرهم، في سبر أغوار ذهن المشاهد، وأخرج للعلن ماقد يُخفيه سرّا.

موقف نقابة المهن التمثيلية المصرية:
وقد تبيانت ردود الأفعال بين رافض لمحتوى الفيلم ومشهد منى زكي بالذات، وبين مؤيد ومُدافع شرس، ولعلّ من أكثر المواقف التي طال انتظارها، كان موقف نقابة المهن التمثيلية المصرية، التي أصدرت بيانا رسميا أكدّت فيه "حرصها على ثوابت أساسية أهمها أنّ الحفاظ على حُرّية الإبداع في دولة مدنية تؤمن بالحرية هو جزء أساسي من وجدان الفنانين المصريين تحميه النقابة وتدافع عنه".
وأضافت "أنّها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أيّ اعتداء لفظي أو محاولة ترهيب معنويه لأيّ فنان مصري أو النيل منه نتيجة عمل فني ساهم فيه مع مؤلفه ومخرجه ، وستقوم النقابة بدعم الفنانة مني ذكي حال محاولة البعض اتخاذ أيّ إجراء من أي نوع كان تجاه الفنانة عضو النقابة، مؤكدة حرصها على القيم الأصيلة للمجتمع المصري و دوْر الفنون والقوى الناعمة في معالجة القضايا الشائكة وفي أن تدق ناقوس الخطر علي ظواهر كثيرة قد تتسرب لمجتمعنا ويجب أن يتصدى لها فنانو مصر ومبدعوها بأعمالهم والتي تكشف كثيرا منها وتعطي رسالة لتنبيه الجميع ، وهذا هو دور الفن في عمومه ودور فنون التمثيل خصوصا ".

موقف وُصف بالمُشَرّف والمُنصف، خاصة وأنّ النقابة دافعت عن القِيم وذكرّت بأنّ المُمثل يؤدي دورا، يعكس من خلاله صورة حقيقية للمجتمع، قد يتفق البعض أو يختلف عليه، لكن الأهّم الفصل بين الممثل والإنسان.

أشرف بن عبد السلام
مشاركة
الرجوع