• أخبار
  • وطنية
  • 2025/06/29 22:06

معدل استهلاك التونسي لمشتقات القمح يتجاوز ضعف المعدل العالمي سنويا

معدل استهلاك التونسي لمشتقات القمح يتجاوز ضعف المعدل العالمي سنويا
رجّح رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، معز زغدان، أن تغطي صابة هذا الموسم من الحبوب نحو 60 بالمائة من الحاجيات الوطنية، وهي نسبة تُعدّ إيجابية مقارنة بمواسم سابقة لم تتجاوز فيها التغطية 30 بالمائة، وفق تقرير نشرته وات اليوم.
اداء جيد
ودعا زغدان إلى تعبئة ميدانية شاملة لتسريع عمليات التجميع وتجاوز الصعوبات اللوجستية، مشيرًا إلى تسجيل أداء جيد في ولايات مثل باجة وبنزرت، مقابل تأخر ملحوظ في ولايات أخرى يستوجب تدخّلًا عاجلًا من الجهات المعنية.
وتشير التقديرات الرسمية إلى توفّر نحو 500 ألف قنطار من البذور الممتازة، أي ما يقارب ضعف الكمية المتوفرة خلال الموسم الماضي. وقد بلغت الكميات المجمعة إلى غاية 27 جوان الجاري أكثر من 150 ألف قنطار، وسط توقعات ببلوغ الهدف بالكامل قبل انطلاق موسم البذر، بما يُمثّل خطوة استراتيجية لتحسين جودة الإنتاج والرفع من مردوديته.

مخابر
وفي هذا السياق، يبرز دور البحث العلمي الوطني، حيث تعمل الوزارة على دعم الأصناف المحلية المستنبطة من قبل المعهد الوطني للبحوث الزراعية. ومن أبرز هذه الأصناف القمح الصلب "معالي"، الذي يغطي أكثر من 40 بالمائة من المساحات المبذورة، إلى جانب أصناف أخرى مثل "ذهبي"، "كنوز" و"سليم"، المعروفة بقدرتها على مقاومة الأمراض وتحقيق إنتاجية عالية في ظروف مناخية متغيرة. ولتأمين جودة المنتوج، تم تفعيل شبكة وطنية تضم 27 مخبرًا مختصًا في تعيير الحبوب، موزعة بين القطاع العمومي والتعاونيات والمجمّعين الخواص.
وتُعنى هذه المخابر بتوحيد معايير التصنيف وتعزيز الشفافية في التسعير، بما يُقلّص من الفاقد ويُحقق عدالة أكبر في المعاملات التجارية بين الفلاحين والمجمّعين.

استهلاك
في المقابل، يظل الاستهلاك الداخلي من مشتقات القمح في مستويات مرتفعة، حيث يبلغ المعدل السنوي للفرد التونسي حوالي 170 كلغ، أي أكثر من ضعف المعدل العالمي البالغ 70 كلغ. هذا الواقع يُحتّم، بحسب المختصين، مراجعة السياسات الاستهلاكية والغذائية من خلال حملات توعوية وتشجيع التنويع الغذائي لتخفيف الضغط على منظومة الحبوب، وفق ذات التقرير، مضيفا انه تُجمع مختلف الأطراف على أن تحقيق منظومة إنتاج غذائي مستدام يظل رهين إصلاحات هيكلية تشمل تطوير سلاسل القيمة، وتكثيف الاستثمار في البحث الزراعي، وتوسيع الاعتماد على البذور الممتازة، بما يُعزّز قدرة البلاد على الصمود أمام الأزمات وتقليص التبعية للأسواق الخارجية.
يشار الى ان  كميات الحبوب المجمعة، بلغت وفق بيانات ديوان الحبوب، حتى 26 جوان الجاري حوالي 7.1 ملايين قنطار، فيما تُقدّر الصابة الوطنية لهذا الموسم بنحو 18 مليون قنطار، وهو رقم يُعدّ من بين الأعلى خلال السنوات الأخيرة.
ويُفسر هذا التحسن إلى عدة عوامل من بينها تحسّن الظروف المناخية خلال فترات الزراعة، وتوسيع المساحات المزروعة، إضافة إلى تكثيف عمليات الإرشاد الفني التي أسهمت في تحسين مردودية الإنتاج.
مشاركة
الرجوع