• أخبار
  • دولية
  • 2025/01/25 18:12

موكب تسليم الدُفعة الثانية: من المسافة صفر... روعة الانتصار في أدّق تفاصيله (فيديو)

موكب تسليم الدُفعة الثانية: من المسافة صفر... روعة الانتصار في أدّق تفاصيله (فيديو)
في إطلالة جديدة بدت أكثر تَنظيمًا وأكثر عُمْقًا وأكثر رَسَائل للاحتلال، ظهر اليوم موكبٌ مهيب لعناصر المقاومة من كتـائب القسّام وسرايا القدس وسط ساحة فلسطين جاب قطاع غزّة على متن عشرات من السيّارات رُباعية الدفع والدراجات النارية، وفي مشاهد بدت كلَوْحَة فنيّة رُسِمت بأدّق أدّق التفاصيل، أرعبت الاحتلال وهزّت أركانه هزّا وقلبت جميع مُعادلاته السياسية وبعثرت أوراق أجهزته الأمنية والعسكرية واستخباراته.
إعلام الاحتلال في صدمة: "من أين أتوا؟ من أين أتت كتائب القسّام وهذه الجماهير ونحن دمرنا غزّة؟"
تعليقا على فيديو التَسيلم، قال الصُحفي الفلسطيني بقناة الجزيرة إلياس كرّام، وابتساماتُ النصر تَعلو مُحيّاه، "إنّ الإعلام العبري تساءل صباح اليوم مُنذ الوهلة الأولى، من أين أتوا؟ ماذا فعلنا؟ مِن أين أتت كَتائب القسّام وهذه الجماهير وغزّة دمّرناها؟ مضيفا بالقول، "إنّ أعداد كتائب القسّام تَضاعفت 4 مرّات مقارنة بالمرّة السابقة في إشارة إلى موكب تسليم الدفعة الأولى من الرهائن بعد ساعات قليلة من دخول قرار وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ"، وأشار إلى أنّ الرسالة الثانية، "تكمن في الشِعارات وصور"قادة" الاحتلال التي وُضعت اليوم، فوق منصة التسليم، وتحت الأقدام، كُتب عليها "الصُهيونية لن تنتصر"، إضافة إلى رموز فرق جيش الاحتلال التي مُنِيتْ بضربات مُوجعة وقاسِمة من قبل المُقاومة، ومنها "فرقة غزّة" التي انهارت بالكامل يوم 7 أكتوبر، و"عُصبة النار" المُتكونة من نُخبة وحدات الكوماندوز و المِظليين وشُعبة الاستخبارات العسكرية و"الشاباك".

مشهدية مُبهرة:
كثيرة هي المَشاهد التي أبهرت العالم اليوم وتحوّلت إلى ما يُشبه نَقلا حيّا لمَلاحم بطولية نقلتها عدسات الصُحفيين من الميدان، ولوهلة يُخيّل لك وكأنّ المراسل الصحفي الفلسطيني، أنس الشريف، كان يتجول بين زُمْرَة من الأسود، ولو لا ما يفرضه حياده الصحفي لانتزع الميكروفون وتجّرد من صفته وتوّجه غير آبه إلى المُقَاومين وقبّل جبهاتهم وسَواعدهم التي لم تَحْمِ غزّة وأهلَها، فحسب، بل حَمَتْ بقبضتها شَرفَ أمّة بأكملها.
بعد مشهد المراسل الصحفي، يُطل علينا مشهد السيّدة الغزاوية، التي تَنثر الورد على المقاومين، ولم يُخْف سَواد ثوبها الذي توشحت به، فرحة غمرتها، فهلّلت رغم الألم بأعلى صوتها، "بالدم بالروح نَفديك يا أقصى".
وبينما تركزت الأنظار على الأرض، على منصّة التسليم اشرأبت الأعناق إلى سماء ساحة فلسطين، أين أطلت مُسيّرات المقاومة، التي لم تكن كتلك التابعة للاحتلال مُحمّلة بالقنابل والمتفجرات، بل كانت مُحملة بالورود والحلوى، نثرتها على الحشود الغفيرة من المدنيين الغزّاويين، المُحْتَفلين رغم الحرب و ما خلفّته من دمار.

الطاولة حاضرة من جديد:
وفي جزء من الصُورة يبدو أنّ كتائب القسّام أرادت أن تجعل منه عُنصرا قارا، ظهرت الطاولة مُجددا، وفوقها راية فلسطين وصُورة الأقصى، فبعد طاولة موكب تسليم الدفعة الأولى، ظهر اليوم عناصر القسّام في أبهى صورة بأزيائهم العسكرية المُنمقة، وبرتوكولات تنظيمية، لم تغفل على أدقّ التفاصيل حتى الختم الجاف، والطاولة التي كانت جزء من توقيع شهائد تسليم الأسرى، بين مُمثل المقاومة وممثل الصليب الأحمر الدولي، في صورة قال المُحللون إنّها رسالة للاحتلال مفادها "أنّ طاولة المفاوضات هي السبيل الوحيد لتحرير رهَائنكم، وإنْ أردتم لُغة السلاح فنَحن جاهزون".

كذبة "الجيش الذي لا يُقهر":
وبعد تمحيص وتدقيق وتحليل للصورة، كشفت مواقع إخبارية عبرية، نقلا عن مصدر عسكري، أنّ حركة حماس اختارت عناصر نخبة للظهور إلى جانب الأسيرات وهُم يحملون سلاحا "للجيش" أخذ يوم 7 أكتوبر، وذكر موقع "إكسبرس العبري"، أنّ 4 عناصر من القسّـام بجانب المجندات الرهائن يحملون سلاح "تافور" الخاص بنخبة الجيش الإسرائيلي وبهذه الصورة إهانة "للجيش"، حسب تعبيرها.

المجنّدات الإسرائيليات يتكلمن العربية ويُلقين السلام بتحيّة الإسلام
وبينما انكبت أجهزة الاحتلال على تَحليل ما بُثّ صباح اليوم، من صور خلال موكب تسليم الدفعة الثانية، لعَلّها تَظفر بـ"خَطأ" قَدْ يُطيح بالقساّم، تُطل المقاومة من جديد بعد ساعات قليلة، بفيديو يُظهر كَواليس تسليم المجنّدات الإسرائيليات يعود تاريخ تصويره إلى صباح اليوم السبت، و يُظهر الفيديو المجندّات وهُنّ داخل إحدى السيّارات التابعة للقسّام مبتسمات وبأياديهن هدايا تذكارية و'شَهائد' كُتب عليها إقرار باستلام أسرى إسرائليين" تحمل توْقيع القسّام، ويتحدّثن باللغة العربية، وقالت إحْدَاهُن" السلام عليكم مرحبا.. شكرا لكتائب القسّام على المُعاملة "الكويسة" الجيّدة شكرا على الأكل والشرب والملابس.. شُكرا للشباب الذين كانوا يحْموننا من القصف"، والتقطت بعض المشاهد مع خلفية للبحر.
تعليقا على هذا الفيديو قال الصُحفي الفلسطيني بقناة الجزيرة إلياس كرّام، "إنّ المقاومة وبهذا الفيديو وكأنّها أرادت أن تقول "الأرض بِتتكلّم عربي"، وإيقاف المجندات على البحر، لم يكُن اعتباطيا، وكأنّ المقاومة أرادت أن تقول، إنّ لديها راحة عملياتية ولها القدرة على الوصول إلى أيّ مكان في قطاع غزّة، كما أنّ ظهور السيّارات البيضاء وعلى متنها عناصر المقاومة، انطبعت بشكل سلبي في أذهان وعقلية الإسرائليين، لأنّها كانت رمزا ودليلا على فشل أجهزة الاحتلال، في هجوم السابع من أكتوبر".  

شارات النصر من تحت الأنقاض: 
بين موكب تسليم الدفعة الأولى من الرهائن، ومشاهد اليوم كان حُضور عناصر كتائب القسّام وسرايا القدس، بأزيائهم العسكرية، وعتادهم وأسلحتهم وسيّاراتهم البيضاء، دَليلا آخر على صُمود المُقاومة في غزّة وسيطرتها على الميدان، وسط حالة من الارتباك والصدمة التي أصابت الاحتلال، وزادتها حدّة، الحشود الغفيرة من أهالي قطاع غزة من المدنيين، الذين خرجوا من تحت الأنقاض، رافعين شارات النصر، ووقفوا اليوم بكُلّ شموخ، صَفّا واحدا، في مشهد عكس انصهار عناصر المقاومة بأرض غزّة وفلسطين وشعبها.
                                                                    أشرف بن عبد السلام

مشاركة
الرجوع